بعد أسبوعين من توقف إعادة تعبئتها، انتهت أول من أمس أزمة أسطوانات الغاز المصنوعة من الألياف الزجاجيّة في الرياض بعد أن ألزمت وزارة التجارة والصناعة الشركة المسوّقة لها بإعادة تعبئتها واستمرار تقديم خدماتها للمستهلكين الذين تضرروا من توقف نشاط التعبئة. ورصدت "الوطن" خلال جولتها في عدد من محلات الغاز بالرياض، توفّر الأسطوانات المملوءة بعد أن كانت معدومة طوال الأسبوعين الماضيين، وذلك بعد تدخّل وزارة التجارة وشركة الغاز الوطنية في معالجة مشكلة تعبئة هذه الأسطوانات المصنوعة من "الفيبر جلاس" المسمّاة ب"أسطوانات القرن". وبدأت الأزمة مطلع الشهر الجاري في محلات توزيع الغاز بالرياض، وتحوّلت الأسطوانات التي يملكها المستهلكون إلى "خردة" في أيديهم حيث لا تتوفر إعادة تعبئتها ولا يتم استبدالها بأخرى أو تعويضهم عن المبالغ التي دفعوها ثمنا لها واضطر السكان للعودة لشراء النوع الآخر "المعدني" بعد أن طلب منهم أصحاب المحال شراء أسطوانات حديديّة جديدة إذا أرادوا الحصول على الغاز. وأكد المسؤول في أحد المحلات ويدعى محمد شريف أنه منذ أول من أمس عادت تعبئة الأسطوانات الخفيفة المصنوعة من مادة "الفيبرجلاس" لتنتهي بذلك الأزمة التي بدأت مطلع الشهر الهجري الجاري، وأوقعه وغيره في حرج كبير أمام زبائنه الذين يترددون منذ أسبوعين لاستبدال أسطواناتهم الفارغة فيعتذر منهم لنفاد الأسطوانات المملوءة، مشيرا إلى أن الكثير من الزبائن يمتلكون هذا النوع لخفة وزنه وعدم تأثر مركباتهم بحمله كما يحدث في النوع الآخر المعدني الذي يعاني منه الزبائن ويتضايقون عند كل إعادة تعبئة. وأبدى المواطن عبدالرحمن الزهراني استياءه من توقف تعبئة الأسطوانات الجديدة التي وصفها ب"المريحة" لخفة وزنها، مشيرا إلى أنه فرح بوصولها للأسواق قبل عام ونصف وامتلك اثنتين منها بسعر 365 ريالا للواحدة بعد التخلص من الأسطوانات الحديدية لكنه تفاجأ الأسبوع الماضي بعدم تعبئتها في محلات الغاز مما أجبره على شراء أسطوانات حديدية جديدة ومعاودة معاناته مع حمل هذا النوع الثقيل من الأسطوانات، مطالبا الجهات المعنيّة بحمايتهم كمستهلكين من هذه الأزمات التي يفترض أن تتم معالجتها قبل حدوثها. يذكر أن شركة الغاز والتصنيع الأهلية أوضحت أنه نزولا عند مقترح وزارة التجارة والصناعة تم إيقاف بيع أسطوانات الغاز المصنوعة من البلاستيك المقوى بالزجاج الليفي واستمرار تعبئة الموجودة لدى المواطنين بمقدار 50 أسطوانه كحد أقصى. وأشارت الشركة في بيان صحفي عن توقيع اتفاق الاثنين الماضي في مقر وزارة التجارة والصناعة، بحضور كل من: وكيل وزارة التجارة والصناعة المساعد لشؤون المستهلك صالح بن موسى الخليل، ومدير عام شركة الغاز والتصنيع الأهلية المهندس محمد بن إبراهيم الشبنان، ونائب رئيس مجلس إدارة شركة حذار صالح بن عبدالله الكريديس. وأضاف البيان أن المجتمعين وافقوا على مقترح الوزارة الالتزام بتنفيذ كافة بنود الاتفاقية السابقة الموقعة بين الطرفين بتاريخ 7/11/2009 ، خصوصاً الفقرة (أ) من المادة الحادية عشرة المتعلقة بضمان الطرف الثاني وهو شركة حذار للتصنيع باستبدال الأسطوانات أو التعويض عنها بقيمتها الأصلية للمواطنين أو الموزعين في حالة رغبة المواطن بذلك والإسراع فوراً بتعويضه عن قيمة الأسطوانة، واستمرار شركة الغاز والتصنيع الأهلية في تعبئة أسطوانات الغاز المصنوعة من البلاستيك المقوى بالزجاج الليفي من خلال مراكز شركة الغاز والتصنيع الأهلية. وجرى الاتفاق أيضاً على الاكتفاء بما تم استيراده من أسطوانات الغاز المصنوعة من البلاستيك المقوى بالزجاج الليفي، وإيقاف بيع الأسطوانات الجديدة منها اعتباراً من تاريخ توقيع هذا المحضر، إلى جانب الاكتفاء بتعبئة 50 ألف أسطوانة بلاستيكية كحد أعلى لعدد الأسطوانات المصنوعة من البلاستيك المقوى بالزجاج الليفي و المستخدمة لدى المواطنين.