أكد رئيس بعثة مراقبي جامعة الدول العربية إلى سورية الفريق محمد مصطفى الدابي "أن هدف البعثة ليس حل المشكلة كما يتوقع البعض بقدر ما تهدف إلى تهدئة الأوضاع للوصول لحلها". وفي غضون ذلك علمت "الوطن" أن نائب رئيس لجنة حقوق الإنسان العربية الدكتور هادي بن علي اليامي سيكون على رأس وفد شكلته اللجنة سيتوجه إلى سورية للمشاركة في بعثة مراقبي الجامعة. وكان الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي قد استقبل أمس الدابي قبيل توجهه إلى دمشق للبدء في مهمته. وقال الدابي في مؤتمر صحفي عقب اللقاء "إنه تبادل مع العربي الأفكار حول المهمة المكلف بها لتنفيذ البروتوكول الموقع بين الجامعة العربية وسورية". وعن المخاوف من تأثير تفجيرات المقار الأمنية السورية على مهمة البعثة، قال الدابي "أنا دائماً متفائل ولا أظن أنها معوق لأداء البعثة بأي شكل من الأشكال". وتابع "أنا لا أتكلم عن القاعدة أو غيرها، كل شخص من حقه أن يقول ما يشاء، ولكن لنا رؤيتنا الخاصة وتقييمنا الخاص للواقع في سورية". وعن أعضاء البعثة أوضح "أن عددها يتوقف على حجم التهديد الموجود على الأرض، والواقع الميداني الذي سنرصده". وقال "إن بقية أعضاء البعثة سيبدؤون في التوجه إلى سورية اعتباراً من يوم غد، مشيراً "إلى أن مدة البروتوكول الذي ينظم عمل البعثة هى شهر قابل للتجديد"، وأردف "نسأل الله أن لا يجدد". وحول ما إذا كان تحرك أفراد البعثة يستلزم استئذان السلطات السورية أم لا قال الدابي "الاتفاق ينص على عدم الحاجة إلى تأشيرات أو خلافه، والجامعة العربية تقوم بدورها مع السلطات السورية في هذا الصدد". وعن قدرة البعثة على التصدي لأي ضغوط من أي جهة قد تؤثر على حيادية التقارير أوضح "هذا السؤال يوجه للأمين العام للجامعة العربية". واستدرك "أن توجيهات الأمين العام للبعثة أن نعمل بكل ما أوتينا من قوة على تنفيذ البروتوكول، حيث أجرى اتصالات مع رئيس وفد المقدمة السفير سمير سيف اليزل الأمين العام المساعد للجامعة العربية حول مهمة الوفد للتحضير لوصول البعثة، وقد أطلعنا على الأوضاع هناك". وحول حديث مسؤولين سوريين عن أن حيادية البعثة غير مضمونة، أجاب الدابي "جربوها". وكان الدابي استقبل أيضاً السفير الروسي لدى مصر سيرجي كيربتشينكو، وذلك في مقر الأمانة العامة للجامعة، حيث تم التشاور بشأن مهمة البعثة وتنسيق المواقف بين روسيا والجامعة العربية لإنجاح المبادرة العربية لحل الأزمة السورية. وقال السفير الروسي عقب اللقاء "بأن المقابلة كانت إيجابية، وأنه عبر عن دعم بلاده لمبادرة الجامعة العربية الخاصة بسورية". وأضاف كيربتشينكو "لقد أوضحت لرئيس البعثة بعض الخطوات التي تتخذها روسيا من أجل تطبيع الأوضاع في سورية ومن أجل إنجاح المبادرة العربية". وفي سياق متصل شكلت لجنة حقوق الإنسان العربية "لجنة الميثاق العربي" وفداً من أعضائها للمشاركة في بعثة مراقبي الجامعة العربية المتجهة إلى سورية، وذلك خلال الاجتماع الحادي عشر الذي عقد بمقر الجامعة في القاهرة أول من أمس. وعلمت "الوطن" أن نائب رئيس اللجنة الدكتور هادي بن علي اليامي سيكون على رأس الوفد. وذكر اليامي في حديث ل"الوطن" أن هذه الخطوة تأتي لحماية المدنيين السوريين، ورصد ما يجري على الأرض، وإعداد التقارير اللازمة بذلك. وأضاف أن اللجنة ناقشت جدول الأعمال المقرر وتضمن تحديد مواعيد مناقشة تقرير الدول الأطراف التي تم تسلم تقاريرها، وهي الأردن والجزائر كما تم الاتفاق على عقد عدد من الورش التعريفية في الدول الأطراف عن طبيعة اللجنة ومهامها وآلية مناقشة تقارير الدول، وفقاً لما ورد بالميثاق العربي لحقوق الإنسان. وكان الأمين العام للجامعة العربية قد ندد في بيان بالتفجيرين الإرهابيين اللذين وقعا في دمشق أول من أمس الجمعة، وأديا إلى مقتل وإصابة العشرات من الأبرياء. ومن جهته نفى المتحدث باسم جماعة "الإخوان المسلمون" في سورية زهير سالم أمس مسؤولية الجماعة عن الاعتداءات، متهماً النظام ب"افتعال" بيان عن تبني تلك الاعتداءات باسم الإخوان. وأضاف أن "النظام هو الذي أعد البيان وكذلك الاعتداءات"، على حد قوله. ونسب المجلس الوطني السوري، أبرز حركات المعارضة في سورية التي تشكل جماعة "الإخوان المسلمون" أحد مكوناتها، إلى نظام الرئيس بشار الأسد "المسؤولية المباشرة" عن الاعتداءين. ميدانياً ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان أن ستة مدنيين قتلوا أمس في سورية، ودعا بعثة المراقبين العربية إلى التوجه إلى حمص. وقال المرصد إنه "عثر في شوارع مدينة الحولة على جثامين أربعة مواطنين ظهرت على أجسادهم آثار تعذيب"، مشيراً إلى أن "الأجهزة الأمنية ومجموعات الشبيحة كانت اعتقلتهم بعد منتصف ليل أول من أمس في حي البستان في كفرلاها". وأضاف أنه "عثر على مواطن خامس في حالة خطرة".