سقوط خاطىء وحيد كان كافيا لتحويل الموسم الواعد لدافيد فيا إلى كابوس أطاح بما تبقى من مشواره المحلي والأوروبي مع ناديه برشلونة وهدد بشكل كبير مشاركته مع المنتخب الإسباني في كأس أوروبا الصيف المقبل. "أخبار سيئة لدافيد فيا وبرشلونة، المهاجم تعرض لكسر في ساقه اليسرى"، هذا ما قاله برشلونة في موقعه الرسمي بعد تعرض فيا للإصابة في الشوط الأول من مباراة بطل أوروبا مع السد القطري (4/صفر) في الدور نصف النهائي من كأس العالم للأندية. كان فيا سعيدا أمس لقرار مدربه جوسيب جوارديولا بإشراكه أساسيا أمام السد القطري بعد أن اكتفى في الآونة الأخيرة بالجلوس على مقاعد الاحتياط لمصلحة التشيلي اليكسيس سانشيز، لكن حبذا لو بقي مهاجم فالنسيا السابق جالسا على مقاعد الاحتياط لكان تفادى هذه الضربة القاسية التي ستحرمه من فرحة المشاركة في موسم واعد آخر للنادي الكاتالوني المرشح بقوة للمنافسة مجددا على ثلاثية الدوري والكأس المحليين ومسابقة دوري أبطال أوروبا. كما أن كابوس فيا سيصبح أكثر سوادا في حال لم يتعاف في الوقت المناسب من أجل المشاركة في حملة منتخب بلاده في كأس أوروبا حيث يسعى "لا فوريا روخا" لتحقيق إنجاز تاريخي بفوزه بثلاثة ألقاب كبرى على التوالي (كأس أوروبا 2008وكأس العالم 2010 وكأس أوروبا 2012). صحيح أن برشلونة لم يعلن عن المدة التي يحتاجها فيا من أجل التعافي من هذه الإصابة، لكن يكفي النظر إلى وجوه زملائه في النادي الكاتالوني لمعرفة خطورة الإصابة التي تحدث عنها جوارديولا قائلا: "سيغيب لفترة طويلة، هذا ما قالوه لي حتى الآن. هذه الخسارات (خسارة اللاعبين) تجعلك حزينا، الفريق ليس في وضع جيد، أنا حزين لما حصل مع دافيد المحبوب كثيرا". وبدأت الصحافة الإسبانية تتحدث عن ابتعاد فيا عن الملاعب لمدة 6 أشهر، ما يعني أنه لن يتمكن من المشاركة في كأس أوروبا التي أحرز لقب هداف نسختها السابقة. هذه الأخبار ليست جيدة على الإطلاق بالنسبة لمدرب المنتخب الوطني فيسنتي دل بوسكي الذي سيفتقد سلاحا فتاكا في خط هجوم "لا فوريا روخا" الذي يعول عليه كثيرا والأرقام تتحدث عن نفسها: 51 هدفا في 82 مباراة، ما جعله أفضل هداف في تاريخ بلاده متفوقا على راوول غونزاليز الذي سجل 44 هدفا في 102 مباراة. يشكل فيا مركز الثقل في خط مقدمة أبطال العالم وأوروبا، خصوصا في ظل تراجع أداء مهاجم تشلسي الإنجليزي فرناندو توريس، وقد تجلى هذا الأمر في التصفيات المؤهلة إلى نهائيات الصيف المقبل، إذ سجل 7 أهداف من أصل الأهداف ال26 لمنتخب بلاده. لقد دفع فيا على الأرجح ثمن جهوده المضاعفة في أرضية الملعب، إن كان على الجهة اليسرى أو في مركز رأس الحربة، وثمن الإرهاق البدني نتيجة الاعتماد عليه كثيرا قبل عودة اليكسيس سانشيز من الإصابة، إذ إن مهاجم فالنسيا السابق كان في بداية الموسم ثالث أكثر اللاعبين مشاركة مع النادي الكاتالوني بعد الأرجنتيني ليونيل والحارس فيكتور فالديس.