حذر متخصصون في الشأن التربوي من خطورة الأسبوعين المقبلين على جميع مراحل الطلاب، كونها بيئة خصبة لظهور بعض حالات الشغب والسلوكيات السيئة والخاطئة، التي قد تمتد معهم طوال فترة حياتهم إذا لم تعالج فوراً، مشيرين إلى أن هذه الفترة تشهد خروج الطلاب من الاختبارات بحالات نفسية متباينة، والتي تنعكس على تصرفاتهم وتتسبب في وقوع مشاكل كثيرة. وأشاروا إلى خطورة تعرض طلاب المرحلة الابتدائية للأذى من زملائهم بالمتوسطة والثانوية، بعد أن ألزمت وزارة التربية هؤلاء الطلاب بالاستمرار في دراستهم خلال فترة اختبارات نهاية الفصل الدراسي الثاني للمرحلتين المتوسطة والثانوية، في الوقت الذي فضل عدد من أولياء أمور طلاب المرحلة الابتدائية عدم إحضار أبنائهم خلال هذين الأسبوعين خوفاً من تعرضهم للأذى. من جانبها، أعطت وزارة التربية والتعليم مديري المدارس الابتدائية صلاحية تحديد موعد خروج طلابهم، بالتنسيق مع مديري المدارس المتوسطة والثانوية القريبة من المدرسة نفسها، في إجراء يهدف إلى الحد من تعرض طلاب الابتدائية للأذى من زملائهم طلاب المرحلتين المتوسطة والثانوية خلال التقائهم خارج أسوار المدارس. وأوضح مرشد القضايا الطلابية بتعليم الرياض فايز بن مصلح الشهري، أن فترة الاختبارات التي تبدأ اليوم وتمتد لأسبوعين هي فترة خطرة على سلوك الطلاب من بعض زملائهم، لاسيما طلاب المرحلتين المتوسطة والثانوية على زملائهم بالابتدائية، لافتاً إلى أن الطالب بعد خروجه من الاختبار يجد نفسه مليئا بشحنة كبيرة، إما الفرح بالخلاص من الاختبار أو الغضب كونه لم يكن متقناً للحل والإجابة، مما ينعكس على تصرفاته في الشارع، فإن كان يقود سيارة فإنه يقودها بتهور ويمارس التفحيط أو ربما يعتدي على من يقابلهم أو يرمي عليهم كلمات غير لائقة في خطوة للترويح عن نفسه مما يسبب الاشتباكات والاعتداءات. وأضاف الشهري أن هناك عددا من المظاهر والسلوكيات تطرأ وتظهر خلال فترة الاختبارات مما يعطي مؤشرا لحدوث مالا تحمد عقباه، ومنها جلوس الطلاب بعد خروجهم من المدارس في الشارع لساعات طوال أو ربما التجمع في المطاعم والبوفيهات أو ربما الحدائق أو غيرها، وهي تعتبر فرصة لتعلم الألفاظ السيئة أو ربما الاعتداء على الآخرين وممتلكاتهم أو تعلم التدخين أو ربما تطال الاعتداءات الجنسية إن تمكنوا من ذلك. وقال الأخصائي النفسي والمرشد الطلابي بالإرشاد الطلابي بتعليم الرياض أحمد بن صالح الماجد، إن إدارات المدارس تسجل خلال هذه الفترة عدداً من القضايا أولها تصفية الحسابات بين الطلاب أنفسهم والاعتداءات على الغير، وربما طال الأمر إلى تعلم السرقة أو التعدي على الممتلكات العامة ولاسيما من يمتلكون سيارات خلال هذه الفترة، فتكون المشكلة أصعب ونتائجها أكبر. ولفت الماجد إلى أن هناك الكثير من أولياء أمور الطلاب يخصصون إجازاتهم خلال فترة الاختبارات حرصاً على متابعة أبنائهم والجلوس معهم، وتوفير الأجواء المناسبة لهم، إضافة إلى متابعتهم في الذهاب والعودة من المدرسة أو الحرص على إيصالهم من وإلى المدرسة والمنزل خوفاً عليهم من تعرضهم للأذى من زملائهم. وكانت "الوطن" رصدت خلال اختبارات الفصل الدراسي الأول للعام الدراسي الجاري عدداً من الظواهر السلبية للطلاب بعد خروجهم من قاعات الاختبار منها، تواجدهم بشكل كبير بالبوفيهات والمطاعم والإفطار الجماعي، إضافة إلى مكوثهم لساعات في السوبر ماركت، وأمام المحال التجارية، ومنهم من أطلق كلمات نابية على المارة وقائدي المركبات بخلاف ظاهرة ممارسة التفحيط.