رضخت إسرائيل للضغوط الدولية ،وقررت بعد يومين من اجتماعات مجلس وزرائها الأمني المصغر الهروب إلى الأمام عبر بيان يوحي بتخفيف الحصار البري على قطاع غزة،وليس رفعه،مبقية الحظر على الإجراءات الأمنية المتبعة بحجة "منع تدفق الأسلحة والمواد الحربية" . وقال بيان رسمي إسرائيلي إنها "تمت الموافقة على تحرير النظام الذي تدخل به السلع المدنية غزة وتوسيع تدفق المواد للمشروعات المدنية التي تقع تحت إشراف دولي." ولم يحدد البيان أي قائمة للمنتجات. ولم يتضمن الإعلان أي إشارة إلى رفع الحصار البحري الإسرائيلي على القطاع الذي تديره حركة حماس. وفي تعقيبه على القرار أثناء لقائه مع المبعوث الأوروبي لعملية السلام مارك أوت ،أكد رئيس دائرة شؤون المفاوضات في منظمة التحرير الفلسطينية صائب عريقات على وجوب رفع الحصار بشكل كامل عن قطاع غزة، وأن الحديث عن تخفيف الحصار يدخل فقط في إطار ألاعيب العلاقات العامة. واعتبر النائب الفلسطيني المستقل جمال الخضري رئيس اللجنة الشعبية لمواجهة الحصار ،القرار الإسرائيلي "تجميلا لوجهه ووجه الحصار ولتخفيف الضغط الدولي عليه". وأكد أن الحل لا يكون إلا برفع الحصار بشكل كامل وفتح المعابر ووجود ممر مائي يربط غزة بالعالم كحق طبيعي لها. وهونت حماس من شأن الإجراءات الجديدة وقالت إن الغرض منها دعائي.وقال سامي أبو زهري المتحدث باسم حماس إن بعض البضائع التي سيسمح بدخولها الآن عديمة الأهمية وثانوية،مطالبا بالرفع الكامل للحصار والسماح بحرية حركة البضائع والأفراد بدون أية قيود. وصرح مسؤول في وزارة الخارجية التركية بأن أنقرة تريد تقييم الخطوة الإسرائيلية وترى كيف سيتم تنفيذها.وقال المسؤول التركي "موقفنا من القضية واضح.. ننتظر رفع الحصار بشكل كامل." وقال وزير الخارجية الإيطالي فرانكو فراتيني للصحفيين في روما إن إسرائيل "فهمت أن استراتيجية الحصار تأتي بنتائج عكسية". وتلقت إسرائيل دعما من النواب الأمريكيين الذين حذروا تركيا من أن علاقاتها مع واشنطن سوف تتضرر إذا استمرت في ما يرونه مسارا معاديا لإسرائيل.ووقع 126 عضوا في مجلس النواب رسالة تحث الرئيس أوباما على معارضة إدانة دولية لإسرائيل. من جهة أخرى،حذر وزير الدفاع الإسرائيلي إيهود باراك الحكومة اللبنانية من دعم قافلة سفن كسر الحصار على قطاع غزة التي يتوقع أن تبحر من ميناء لبناني. وقال إن "حكومة لبنان مسؤولة عن أية سفينة تخرج من موانئ لبنانية وتتحمل أيضا مسؤولية منع نقل مواد قتالية وأسلحة وذخيرة ومواد متفجرة قد تستخدم في مواجهة عنيفة وخطيرة إذا رفضت السفن الرسو في ميناء أشدود (أسدود)". وفي لاهاي ، صوت البرلمان الأوروبي بالأغلبية على قرار يقضي بضرورة إجراء تحقيق دولي مستقل ، لكشف الحقائق كامله في ما تعرضت لها قافلة الحرية. وقال القرار إن إجراء إسرائيل للتحقيق من جانب واحد أمر غير كاف ، لتقديم الحقائق والتوضيحات للمجتمع الدولي . على صعيد آخر،بدأ الموفد الأمريكي إلى الشرق الأوسط جورج ميتشل جولة جديدة في المنطقة في محاولة لدفع مفاوضات السلام غير المباشرة بين الإسرائيليين والفلسطينيين. وأجرى ميتشل لقاءات مع مسؤولين إسرائيليين أمس،وسيجري لقاءات مع مسؤولين فلسطينيين اليوم ومع مسؤولين مصريين يوم غد السبت.ويتوقع أن يعود ميتشل إلى واشنطن بعد محطته في مصر.