صمد المنتخب الكوري الشمالي نحو ساعة تقريباً متكتلاً في ملعبه قبل أن يسقط أمام ضربات نظيره البرازيلي التي لا تعرف الرحمة، وإن كان قد عاد في النهاية بهدف شرفي ليخسر (1/2) في المبارة التي جمعتهما أمس في ملعب إيليس بارك في جوهانسبورج. وسجل مايكون في الدقيقة 55، وإيلانو في الدقيقة 71 للبرازيل، وجي يون نام لكوريا في الدقيقة 88. وكانت المواجهة أشبه بمنازلة ملاكمة بين ملاكم من الوزن الثقيل هو البرازيلي وآخر من الهواة المبتدئين، فبدأ البرازيليون بقوة وضغطوا مبكراً، وحينما واجهوا تكتلاً دفاعياً شكله 6 مدافعين مالوا لتجريب التسديد البعيد فأطلق إيلانو كرة قريباً من القائم، واخترق روبينهو بين عدد من المدافعين وسدد كرة ابتعدت قليلاً. واستمر المد البرازيلي هادراً، وتحرك كاكا وروبينهو وفابيانو، واقتحم مايكون على الرواق الأيمن، فيما كان الكوريون الشماليون يشنون هجمات لم تفتقد السرعة ولا الخطورة، وإن افتقدت فاعلية التهديف ونجاعة اللمسة الأخيرة، في تأكيد على معاناته الهجومية باعتباره المنتخب صاحب أسوأ سجل تهديفي في التصفيات المؤهلة للمونديال، وصاحب أسوأ تصنيف بين منتخبات المونديال ال32. وارتمى البرازيليون في الهجوم في الدقائق الأخيرة للشوط الأول، وانحرف ميشال باستوس ناحية اليسار وأطلق قذيفة مرت قريباً من المرمى. وكرر البرازيليون السيناريو في الشوط الثاني، وبدؤوا بقوة، ومرروا الكرة أشبه بالمروحة من اليمين إلى اليسار وبالعكس في محاولات دؤوبة لفك شيفرة الدفاع الكوري المتكتل، وأطلق إيلانو قذيفة بعيدة اصطدمت بغابة الأرجل الحمراء، ومرر مايكون لكاكا الذي نجح في الحصول على كرة ثابتة على مشارف الجزاء نفذها باستوس هائلة في الدقيقة 50، وقلده روبينهو بعد دقيقتين فقط إنما من كرة متحركة. وسعى البرازيليون لتسريع الإيقاع لحرمان الكوريين من فرصة تنظيم دفاعهم، ونجح مايكون في قيادة هجمة خاطفة وتبادل الكرة مع كاكا، ووجد أن الحل الفردي هو الأنسب فأرسل كرة من زاوية منحرفة جداً خدعت الحارس وهزت شباكه معلنة الهدف الأول (د55). وكاد باستوس يزيد الغلة بعد سلسلة تمريرات أنهاها بصاروخ من قدمه اليسرى ارتدت من الحارس وساعده دفاعه في إبعادها، فيما أخفق فابيانو في وضع النهاية السليمة لكرة وصلته داخل منطقة الجزاء روضها بصدره وسددها عالياً. وحاول الكوريون الخروج من ملعبهم لكن الثمن كان غالياً فتلقى إيلانو كرة تمريرة داخل منطقة الجزاء تابعها مباشرة في الشباك (71). ومع تفوق رقمي مال مدرب البرازيل دونجا لإراحة أبرز لاعبيه فأخرج كاكا وإيلانو وفيليبي ميلو توفيراً لجهدهم، وواصل لاعبوه تفوقهم وتهديدهم، لكن حارسهم جوليو سيزار ظهر للمرة الأولى في الدقيقة 81 حينما قطع كرة كورية عالية، رد عليها مايكون بتمريرة تابعها نيلمار بين يدي الحارس، قبل أن يعود الكوريون ليحصلوا على ركنية انتهت إلى لا شيء، وقبل أن يسجلوا هدفاً شرفياً بعد اختراق جي يون نام الذي سدد قذيفة هائلة في المرمى.