افتتح السوداني أبوبكر كاكي والتونسية حبيبة لعبيدي رصيد العرب في النسخة ال13 من بطولة العالم لألعاب القوى المقامة حالياً في مدينة دايجو الكورية الجنوبية حتى الأحد المقبل، بعدما أحرزا فضية سباق 800 م و3 آلاف م موانع على التوالي. وقطع كاكي مسافة السباق بزمن 1.44.41 دقيقة خلف الكيني ديفيد روديشا صاحب الرقم القياسي العالمي الذي نال الذهبية بزمن 1.43.91 دقيقة، فيما عادت البرونزية إلى الروسي يوري بورزاكوفسكي بزمن 1.44.49 دقيقة. وضرب كاكي، بطل العالم داخل القاعة عامي 2008 في فالنسيا و2010 في الدوحة، عصفورين بحجر واحد، فهو منح بلاده ميداليتها الأولى في تاريخ البطولة، وعوض خيبة أمله في النسختين الأخيرتين في أوساكا عام 2007 عندما خرج من التصفيات، وبرلين 2009 عندما كان مرشحاً بقوة لإحراز اللقب لكنه خرج من دور الأربعة إثر تعرضه للسقوط دون أن يكمل السباق. وفك كاكي النحس الذي لازم العدائين والعداءات العرب في الأيام الثلاثة الأولى من البطولة، حيث حققوا نتائج مخيبة. وكان كاكي العداء الوحيد الذي تمكن من حجز بطاقته إلى الدور النهائي بين 5 عدائين عرب خاضوا التصفيات، حيث خرج الجزائري محفوظ براهمي والكويتي محمد العازمي من دور الأربعة والمغربي محسن الأمين والسوداني إسماعيل أحمد إسماعيل من الدور الأول. وخاض كاكي أمس، سباقاً رائعاً بحذر كبير، حيث صمد وراء روديشا الذي أخذ المبادرة منذ البداية حتى خط النهاية، فيما قاوم كاكي في الأمتار الأخيرة ونجح في خطف المركز الثاني بفضل السرعة النهائية أمام الروسي بورزانوفسكي بطل أولمبياد أثينا عام 2004. وقال كاكي حامل الثنائية (800 م و1500 م) في دورة الألعاب العربية عام 2007 في مصر"لا أجد الكلمات للتعبير عن فرحتي، إنه إنجاز رائع لطالما تمنيت تحقيقه، ركزت منذ البداية وعملت على تفادي ارتكاب أي خطأ لأنه لا مجال للتعويض وسط كوكبة من أفضل العدائين في هذا الاختصاص". وتابع كاكي المتوج باللقب العالمي في فئة الشباب عام 2008 في بولندا "أنا فخور بإنجازي الذي ساهمت من خلاله في كتابة اسم السودان في جدول الميداليات في بطولة العالم، وأتمنى أن يكون تتويجي فاتحة خير على باقي العدائين والعداءات العرب لحصد المزيد من الميداليات في البطولة". في المقابل وكما كان متوقعاً، نجح روديشا (22 عاماً) حامل الرقم القياسي العالمي، في الظفر باللقب العالمي. من جهتها أحرزت لغريبي فضية سباق 3 آلاف م بزمن 9.11.97 دقائق وهو رقم قياسي وطني، وعادت الذهبية للروسية يوليا زاريبوفا والبرونزية للكينية ميلكاه تشيموس. وهي الميدالية الثانية لتونس في تاريخ بطولة العالم بعد برونزية حاتم غولة في سباق 20 كلم مشياً في أوساكا عام 2007. وأعربت لغريبي عن سعادتها الكبيرة بالفوز بالفضية، مؤكدة أنها جاءت بعد "عمل شاق وتدريبات مضنية". وأضافت "كنت واثقة من البداية بقدرتي على الصعود إلى منصة التتويج، وإيقاع السباق ناسبني كثيراً وبالتالي خضته بارتياح كبير وحققت الميدالية الفضية". وأهدت لغريبي الميدالية إلى "الشعب التونسي الذي عانى الأمرين أواخر العام الماضي ومطلع العام الحالي من خلال الثورة التي أطاحت بالرئيس زين العابدين بن علي".