اعترفت وزارة الشؤون الإسلامية على لسان مسؤوليها بأن قصوراً طال تناول خطباء المساجد لقضايا الغلو والتفجير والتكفير، وما تبعها من سلسلة أفكار خلال الفترة الماضية. وأكدت أن الجهود التي بذلتها الدولة وطلبة العلم والمشايخ في الوزارة ساهمت في تحسن هذا الجانب. وقالت "بلادنا عانت في فترة مضت من موجة غلو خارجية وموجة جفاء تغريبية استلهمت فكرها من الهوى". وأكد وكيل الوزارة الدكتور توفيق السديري في كلمته خلال ورشة عمل نظمتها الوزارة مساء أول من أمس بعنوان "منبر الجمعة – رسالة ومسؤولية"، أن علاقة الخطيب والإمام بالوزارة علاقة تضامن وتشاور، وليست علاقة أمر ونهي، مشيراً إلى أن الوزارة تهدف إلى التواصل المباشر مع وسائل الإعلام المختلفة ورجال الإعلام للإفادة مما لديهم بتفعيل خطب الجمعة إعلاميا ومد جسور التواصل بشكل مباشر. وأضاف الدكتور السديري أن الإمام يجب أن يكون مصدر وحدة واجتماع لجماعة المسجد، وأن يكونوا راضين عما يقدمه وألا يشتت انتباه الحاضرين في خطبه. ونفى السديري أن يكون هناك اجتهاد في النص، مشددا على أنه يجب أن يعود الإمام إلى الوزارة في الأمور التنظيمية ويعود إلى هيئة كبار العلماء في أمور الفتوى، وضرب مثلاً بالفتوى التي صدرت من هيئة كبار العلماء قبل أسابيع عن تمويل الإرهاب. وأضاف أن الوزارة وجهت الخطباء للحديث عن هذا الأمر، مؤكدا أنهم وجدوا تجاوبا كبيرا من قبل الخطباء في المملكة. من جانبه، قال وكيل وزارة الشؤون الإسلامية المساعد لشؤون المساجد عبدالمحسن آل الشيخ إن الجفوة التي قد تكون بين الخطباء ووسائل الإعلام لا تخدم المصلحة الشرعية التي ينشدها الجميع، مشيراً إلى أنه لا يمر أسبوع إلا وكاتب يكتب ويشير إلى ملاحظة عن المساجد أوالمنابر، وقد تكون الصورة واضحة في بعض الأحيان، وقد لا تتضح الصورة فيبني عليها فكرته، فيكون تواصل الوزارة، لتوضيح الخلل، ويكون عاقبة ذلك صفاء ونقاء وروح محبة. واستغرب من أن أحد الخطباء رفض الحديث عن الإحصاء والتعداد السكاني، وكتب لنا في الوزارة بأن هذا من الأخطاء، بينما النبي صلى الله عليه وسلم هو أول من أمر بالإحصاء. إلى ذلك، أكد مدير فرع وزارة الشؤون الإسلامية بفرع الرياض عبدالله الحامد أن هناك ضعفا في التواصل مع أجهزة الإعلام المختلفة, واعترف بالقصور في التواصل بين الخطباء ومراجعهم في الوزارة. وانتقد الحامد الخطباء في التقليد الأعمى لبعض من يعجبون بهم دون وجود ميزان شرعي صحيح. وقال إن بعض الخطباء لهم أهداف تخالف أهداف الخطبة الشرعية، وقد يجعلها بعضهم وسيلة لتحقيق أهداف تخالف هدي محمد صلى الله عليه وسلم، وهم في حكم الندرة، والوزارة تتعامل معهم بحزم وحسم. وطالب الحامد برصد أفضل 100 خطبة وتوزيعها على الخطباء، وعمل دورات وورش عمل للأئمة مع المشايخ والعلماء.