رعى محافظ جدة الأمير مشعل بن ماجد بن عبدالعزيز الثلاثاء الماضي مراسم توقيع اتفاق بين نادي الصم بجدة وصندوق تنمية الموارد البشرية ينص على تدريب أقسام الموارد البشرية في جميع المنشآت العامة والخاصة في المملكة على لغة الإشارة. ويهدف الاتفاق إلى دمج فئة الصم في المجتمع والمساعدة على توظيفها في مختلف قطاعات الدولة ومنشآت القطاع الخاص. وتعد البادرة الأولى من نوعها حيث سيتم تدريب 1500 من موظفي الموارد البشرية في القطاع الخاص على لغة الإشارة وذلك لخدمة ذوي الاحتياجات الخاصة من فئة الصم. وتم التوقيع في مدينة الملك فهد الساحلية, حيث مثل صندوق تنمية الموارد البشرية "هدف" مديره العام أحمد المنصور الزامل، ومثل نادي الصم مديره محمد عبد الله أبو مدرة، وذلك بحضور أمين عام الغرفة التجارية الدكتور هاني أبو راس ومدير عام فرع الصندق هشام اللنجاوي، وأشرف على الاتفاقية مجلس المسؤولية الاجتماعية المنبثق عن غرفة جدة، حيث يقوم البرنامج على تدريب منسوبي الموارد البشرية في مختلف المؤسسات الخاصة والعامة على لغة الإشارة لزيادة تواصلهم مع المجتمع. وكشف مدير نادي الصم بجدة محمد عبد الله أبو مدرة أنه تم توظيف أكثر من 267 أصم من الجنسين بتوجيهات من محافظ جدة الأمير مشعل بن ماجد, وتوقع أن يتم تدريب 1500 من العاملين في الموارد البشرية في القطاع الخاص لخدمة ذوي الاحتياجات الخاصة من فئة الصم في السنة الأولى حيث ينتظر أن يستمر البرنامج على مدار سنوات طويلة, مشيرا إلى أن المدربين من نادي الصم مؤهلون تأهيلا كاملا وخبراء في لغة الإشارة ومن بينهم الدكتورة فائزة نتو مدربة ورئيسة نادي الصم النسائي بجدة. وأكد أبو مدرة أن البرنامج الذي رعته الغرفة التجارية بدعم من عضو مجلس الإدارة الدكتورة عائشة نتو سيساهم في توظيف آلاف من الصم. وقدم أبو مدرة شكره للغرفة التجارية برئاسة الشيخ صالح كامل على المساهمة في رسم الابتسامة على وجوه هذه الفئة الغالية على المجتمع منوهاً إلى أن ورش العمل بدأت تقام في الشهور الماضية لتدريب فئات عديدة من المجتمع على لغة الإشارة العربية الموحدة في المناهج التعليمية للصم. وشدد على أن ما تم إنجازه هو رسالة مباشرة لهذه الفئات نؤكد لهم من خلالها على ثقتنا الكاملة بهم وبقدراتهم وإمكاناتهم وعزمنا الكامل على العمل بهم ومعهم لتخطي حاجز الإعاقة النفسي والمادي، ولنقول لهم إننا معكم وبكم سنتجاوز حاجز الإعاقة ومعكم وبكم سنكسر حاجز العزلة لننطلق معا وبكم ومعكم لبناء الوطن. من جهتها, ذكرت مدربة ورئيسة نادي الصم النسائي بجدة الدكتورة فائزة نتو أن لغة الإشارة هي من أقدم لغات العالم التي كان يتفاهم بها الإنسان مع بني جنسه وطور من ذاته وواقعه وانتقل بها من عصر لآخر حتى تمكن من صنع لغته اللفظية للتفاهم، ومع ذلك لم يستطع الإنسان إلى يومنا هذا الاستغناء عن لغة الإشارة، منوهة إلى أنه بفضل الجهود الإنسانية المتضافرة من قبل المهتمين والمختصين نجد أنفسنا اليوم أمام لغة موحدة للصم والبكم بقواعدها وأصولها ومصطلحاتها ودلالاتها وأساليب تعلمها ونقلها.