ما إن ينتهي حصاد فاكهة معينة في منطقة من مناطق المملكة الواسعة حتى يبدأ حصادها في منطقة أخرى, حيث أوشكت منطقة جازان على الانتهاء من موسم حصاد فاكهة المانجو لتتسلم منها الراية منطقة نجران. حيث بدأ مزارعو المنطقة هذه الأيام بحصد الأصناف المبكرة من فاكهة المانجو والتي كان من أشهرها الفندايكي والجلن والهندي الخاص. وأوضح مدير مركز أبحاث وتطوير البستنة بمنطقة نجران المهندس علي بن عبدالله الجليل أن هناك أصنافا تم استنباطها من المركز تزيد عن 25 صنفا من المانجو مشيرا إلى أن مساحة الأراضي المزروعة بالمانجو في نجران تتزايد بكميات شاسعة نتيجة لإقبال المزارعين على زراعتها نظرا لفائدتها الاقتصادية وجودة الأصناف التي تمت التوصية بها من قبل قسم الفاكهة والخبراء العاملين بمركز أبحاث وتطوير البستنة في المنطقة. ويعاني أكثر من 35 مليون متر مربع مزروعة بالنخيل في منطقة نجران من هجمة شرسة هذه الأيام للخفافيش التي تنتشر بكثافة هائلة على مساحات واسعة ليلا والطيور التي تهاجم بضراوة نهارا لتقوم بنهش مزارع النخيل مما يلقي بظلاله على حجم إنتاج المنطقة من التمور في موسم الحصاد الذي بات على الأبواب والمتوقع أن يصل إلى 21 ألف طن , بالإضافة إلى تأثيرها المباشرعلى حجم إنتاج المنطقة من العنب الذي بدأ هذه الأيام. وفيما ينتظر المستهلكون والمستثمرون أن تنتج مزارع المنطقة في موسم حصاد العنب حاليا ما يفوق الألف طن، تعاني مزارع النخيل والعنب والمانجو وكذلك التين والسدر من تشويه وتلف بسبب أكل ثمارها من قبل الطيور نهارا والخفافيش التي تنتشر بكثرة ليلا، خاصة الأصناف المبكرة النضج والجيدة الطعم, حيث أصبحت كما يقول مدير مركز أبحاث وتطوير البستنة بالمنطقة الطيور والخفافيش تنتشر بكثرة هذا العام وعلى صورة أسراب تقدر بعشرات الألوف وتهاجم جميع أشجار الفاكهة بدون استثناء خاصة النخيل والعنب والمانجو وتأكلها بضراوة مما يشوه منظرها ويسبب خسائر فادحة لمزارعي نجران. وحول الحلول الجذرية لهذه المشكلة يضيف المهندس الجليل: هناك حلول آنية وقتية وذلك من خلال التغطية بالشبك الذي يمنع وصول الطيور إلى أشجار العنب والمانجو والفاكهة عموما وكذلك تغطية عذوق النخيل بما يسمى عند أهالي نجران (التخبير) حيث يقوم المزارع بتغطية ثمار النخيل بشباك من خيوط النايلون, وهي وسيلة فاعلة تقاوم الخفافيش وهجمات الطيور، لكنه شدد على ضرورة إيجاد وسائل وطرق علمية للمكافحة للقضاء على الخفافيش أو التقليل من أعدادها عن طريق المكافحة الحيوية أو المكافحة الكيميائية أو القضاء عليها في أماكن بياتها في الكهوف أو المزارع المهجورة. ويشير الجليل إلى أنه في الماضي كان يستخدم ما يسمى الشراحة وهي عبارة عن قيام شخص أو اثنين بوضع أماكن مرتفعة يستخدم فيها المضافة أو المقلاع لرمي تلك الطيور أو استخدام أجهزة تطلق أصوات فرقعة شبيهة لأصوات الرصاص تعمل على تخويف الطيور وخفافيش الظلام وطردها أو من خلال وضع مجسمات على شكل تمثال الإنسان تصنع من الثياب أو المواد البلاستيكية لإيهام الخفاش أو الطيور بوجود من يقوم بحراسة المحصول.