جاءت نتائج انتخابات مجلس إدارة نادي مكة الثقافي الأدبي على عكس كل التوقعات خاصة من الشباب الذين كانوا - حسب رأيهم - يسعون لتحقيق رؤية جديدة في مسيرة النادي وفشلت كل التحالفات غير المعلنة في تحقيق النتائج التي كان يطمح لها المتحالفون. وسيطر أعضاء هيئة التدريس بجامعة أم القرى على نتائج الانتخابات بعد أن أدت المحسوبيات والمجاملات والزمالة دوراً كبيراً في عمليات الترشيح. وأثار التأخر في إعلان النتائج لأكثر من 20 دقيقة ثم عدم إعلانها على الشاشة وقراءتها من خلال الورق بعض الشكوك في النتائج خاصة من بعض المرشحين الذين كانوا يتوقعون حصولهم على أكثر من 50 صوتاً. وعلمت "الوطن" أن أربعة أعضاء تنافسوا على منصب رئيس النادي وهم الدكاترة: أحمد المورعي، وعدنان الحارثي، وحامد الربيعي، وعبدالله فدعق وفاز بها المورعي بفارق صوتين عن أقرب المتنافسين. وتنافس ثلاثة أعضاء على منصب نائب الرئيس هم الدكاترة: حامد الربيعي وعدنان الحارثي وناصر السعيدي، وتساووا في الأصوات وأعيد الاقتراع مرة أخرى وفاز به حامد الربيعي بفارق صوت واحد، فيما أجمع الأعضاء على اختيار نبيل خياط ممثلاً إدارياً، وعبدالله فدعق ممثلاً مالياً. وأكد عدد من أعضاء الجمعية العمومية ل"الوطن" أن النتائج حملت العديد من المفاجآت وخاصة في عدد الأصوات التي حصل عليها بعض المرشحين. ويشير خالد قماش إلى أن التجربة كانت ناجحة على الرغم من تناقضاتها ومفاجآتها وتعثر بداياتها، وكانت نزيهة وشفافة وهي خطوة أولى على الطريق ولا بد من العمل على إصلاحها. وعن سيطرة أكاديميي جامعة أم القرى يقول قماش إن هذه النتيجة أمر طبيعي لما تم اتخاذه، وكان من المفترض أن تكون هناك لجنة محايدة من وزارة الثقافة والإعلام تنظر في الأسماء ال43 المرشحة وتبعد الأسماء التي ليس لها علاقة بالثقافة والأدب. وبين الدكتور عبدالعزيز الطلحي أن إعلان النتائج ورقياً يثير بعض الشكوك وكان من المفترض أن تكون الوزارة أكثر شفافية خاصة أن التصويت تم بطريقة شفافة ونزيهة، مشيراً إلى أن التجربة كانت جيدة على الرغم من بعض الملاحظات التي من الممكن تلافيها في الانتخابات القادمة. وعبرت الدكتورة هيفاء فدا عن عميق امتنانها لكل من وثق بها وأحسن الظن بها فمنحها صوته، مؤكدة أن من أبرز تطلعاتها للنادي الأدبي وضع خطة استراتيجية تحقق من خلالها رؤية ألنادي ورسالته وأهدافه وتوضح بها مرحلة العمل والتنفيذ والتخطيط والمتابعة وقياس النجاح وتجنب الإخفاقات، واصفة مشاركة المرأة السعودية المثقفة في التصويت والانتخابات بالظاهرة الصحية والمكسب الكبير ويد البناء بجانب شقيقها الرجل، وتضيف فدا: طموحاتي كثيرة تتنامى ولا تتناهى، وحلمي لا يقتصر على تنمية النادي الأدبي الثقافي، وإنما يصل إلى خارطة تنمية إنسان ومكان مكة، ولتحويل نادي مكة إلى مشروع نهضوي حضاري، مشيرة إلى أنها تتطلع من خلال دورها بالنادي الأدبي إلى ضرورة احتواء وبناء فئة الشباب المبدعين في مجالات الشعر والأدب والقصة والرواية وتخصيص برامج موجهة وداعمة لتلك المواهب.