كشفت دراسة ميدانية حديثة أجريت على عدد من مؤسسات العمل التطوعي في المملكة أن 71.3% من الممارسين للعمل التطوعي يحملون المؤهل العلمي الجامعي فما فوق، وأن نسبة 66.8% من إجمالي أفراد الدراسة أعمارهم تقل عن 35 سنة، وأن نسبة 72% من العاملين في المجال التطوعي متزوجون، في حين يملك 68.2% منهم خبرة لا تقل عن سنة. جاء ذلك في دراسة بحثية أجراها الباحث فهد ناصر عبدالعزيز السيف حصل بها على درجة الماجستير من قسم الاجتماع بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية الأسبوع الماضي، وطبقت على العاملين في المكاتب التعاونية للدعوة والإرشاد وتوعية الجاليات في مدينة الرياض باستخدام منهج المسح الاجتماعي، واستخدمت الدراسة أداة الاستبانة التي تم توزيعها على العاملين في الفترة الممتدة مابين الأول من محرم من العام الهجري الجاري حتى نهاية شهر محرم من العام نفسه. وبين السيف في تصريح إلى "الوطن" أن الدراسة لم تكن عينة فقط بل حصر شامل حيث بلغ عدد الاستبانات المخصصة للدراسة 189 خضعت للتحليل والدراسة، بهدف التعرف على واقع العمل التطوعي من وجهة نظر العاملين في المكاتب التعاونية للدعوة والإرشاد وتوعية الجاليات من خلال التعرف على المعوقات التي تواجهها هذه المكاتب، في ظل ازدياد أعداد الجاليات في المملكة، والسبل المناسبة لمواجهة تلك المعوقات، ومعرفة الخصائص الديموغرافية للعاملين في مجال العمل التطوعي بالمملكة، وتحديد المعوقات التي يواجهها العمل التطوعي، إلى جانب كشف أفضل السبل لتحسين واقع العمل التطوعي، والتعرف على الدوافع التي دفعت العاملين في مجال العمل التطوعي للعمل في هذا المجال، وكذلك معرفة الفروق ذات الدلالة الإحصائية بين وجهات نظر العاملين في مجال العمل التطوعي حول طبيعة هذا العمل حسب خصائصهم الديموجرافية. وأبرزت الدراسة عدداً من المعوقات التي تواجه العاملين في المجال التطوعي، منها عدم وجود اكتفاء ذاتي من الموارد المالية، وعدم وجود جهة مختصة بتأهيل العاملين في المجال التطوعي، إضافة لعدم وجود تواصل فعال مع وسائل الإعلام، وعدم وجود قاعدة بيانات متكاملة للعمل التطوعي، وتوصلت إلى أن من السبل المقترحة لتحسين واقع العمل التطوعي إيجاد موارد مالية ثابتة، وتوفير حوافز للمتطوعين، وتأهيل العاملين في المجال التطوعي، وإنشاء قاعدة بيانات متكاملة للعمل التطوعي. وأظهرت الدراسة أيضاً أن هناك كثيرا من الدوافع التي دفعت العاملين للعمل في المجال التطوعي أهمها الدافع الديني المتمثل في الرغبة في الحصول على الأجر والثواب، ويليه الإحساس بحاجة بعض الفئات للدعوة والإرشاد والرغبة في اكتساب الخبرة وتشجيع الأهل والأصدقاء ودافع حب الوطن. وأوضحت الدراسة ضرورة إيجاد إدارة عامة للعمل التطوعي تقوم بإدارة جهود القطاعات التطوعية في المجتمع، وتعمل على التنسيق وتبادل الخبرات بين تلك القطاعات، وتكون حلقة وصل بين الراغبين في العمل التطوعي وحاجة المكاتب للعاملين في المجال التطوعي، والعمل على نشر ثقافة العمل التطوعي في المجتمع عبر التواصل الفعال بين قطاعات العمل التطوعي ووسائل الإعلام، وتكوين شراكة بينهما ترفع من مستوى مشاركة أفراد المجتمع في مجالات العمل التطوعي كافة، وكذلك العمل على إيجاد موارد مالية ثابتة تدعم عملية التخطيط، ووضع الأهداف، واختيار البرامج المناسبة، والعمل على إيجاد مؤسسة أو هيئة تعمل على تأهيل العاملين والمتطوعين الجدد في المجال التطوعي، تقوم بإكسابهم المهارات المناسبة التي ترفع من كفاءتهم وتؤهلهم لدخول ميدان العمل التطوعي.