في الوقت الذي اختتم فيه تسجيل الناخبين في انتخابات المجالس البلدية أول من أمس، أطلق عدد من الشباب حملة إلكترونية على شبكة الإنترنت تهدف إلى تطوير المجالس البلدية والارتقاء بعملها وتوعية المجتمع بأهمية اختيار المرشحين حسب كفاءتهم وذلك للحد من التعصب القبلي و"الفزعة" في التصويت لاختيار المرشحين في المرحلة النهائية التي ستكون بعد رمضان. وأكد القائمون على الحملة أن حسّهم الوطني النابع من رؤية خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، دفعهم إلى المشاركة في توعية المجتمع عبر تصميم صفحات على الفيس بوك للحث على المشاركة في الانتخابات من قبل الشباب وانتخاب الأعضاء المستحقين للترشيح. وقال المشرف على "الحملة الشبابية الوطنية لتطوير المجالس البلدية"، المنسق بينها في المناطق كافة، سلطان العامر ل"الوطن": إن حملتهم تأتي حرصا منهم على مصلحة الوطن، وتهدف إلى الوقوف في وجه الدعوات التي تستغل الانتخابات لتكريس النزعات المناطقية والقبلية والطائفية، والدعوات الأخرى التي تدعو لمقاطعتها، لافتا إلى أن حملتهم تمثل الشباب وهدفها إصلاح البلديات ولا تحمل أي توجه أو رؤية سوى الانحياز للمستقبل والإيمان بقدرة شباب هذا الوطن على تحقيق الإنجازات. وأضاف العامر: أن أولى الحملات بدأت من جدة، ثم نقلت التجربة بعد نجاحها في التوعية بأهمية المشاركة في الانتخابات إلى الرياض وبريدة، ثم تشجع بعد ذلك بقية الشباب وبدؤوا حملاتهم في المناطق الأخرى عبر تصميم صفحات إلكترونية مماثلة. وأشار المشرف على صفحة "شباب الرياض إلى المجلس البلدي"، حمدان الحمدان إلى أنه بعد التشاور مع مجموعات من شباب الوطن في المدن الأخرى، توصلوا إلى ضرورة المشاركة في الانتخابات، لأنها تتيح العديد من الفرص الرائعة منها: إيصال أصوات الشباب، مما يساهم في رفع مستوى الشفافية، وتقديم أدوات تواصل فاعلة مع المجتمع المحلي، واستثمار الحراك المدني الشبابي في فترة التسجيل والحملات الانتخابية، لنشر الوعي بين الشباب، ودعم المرشحين الشباب للوصول إلى المجلس البلدي، وإيجاد مساحة للتواصل بين المجلس وبين فئة الشباب في المجتمع. وبيّن المشرف على صفحة "شباب الطائف إلى المجلس البلدي" أحمد الثقفي، أن هدفهم يتمثل في نشر ثقافة الانتخابات بين أوساط المجتمع وخاصة الشباب، وتشجيعهم على التسجيل كناخبين لهم ثقلهم في الاقتراع، ثم سيتسنى لهم كفئة شبابية الاهتمام بحاضر مدينتهم ومستقبلها من خلال ترشيح وانتخاب الكفاءات الوطنية الشبابية التي تستطيع نفض الغبار عن الأجهزة البلدية ومراقبة مشاريعها المتعثرة وإعادة الجمال لمدينة الورد. وقال الشاب عبدالله الحارثي، أحد المشاركين في الحملة: إنّه آن الأوان لضخ الدماء الشابة في شرايين صنع القرار علها تذيب ما أصابها من تكلسات وترسبات بيروقراطية أدّت إلى تباطؤ عجلة التنمية، وسببت تعثر وتأخر العديد من المشاريع نتيجة ضعف الرقابة التي هي من صميم عمل المجالس البلدية. وأضاف الحارثي: أن الشباب يتمتعون بطموحات كبيرة يحركها حماسهم ورغباتهم لخدمة وطنهم ومجتمعهم بكل ما أوتوا من أمانة وإخلاص ورؤى وأفكار خلاقة يريدون ترجمتها واقعا كخطوة جديدة نحو العالم الأول، مستشهدا بمقولة الراحل غازي القصيبي "لا تنتظر من وزير الستين ما قدمه وزير الثلاثين". وأضاف الشاب عبدالله الضويان، أحد المشاركين في الحملة: أن شباب بريدة تنادوا للمشاركة إيجابيا وإيصال مرشحين شباب إلى المجلس البلدي ليعبروا عن تطلعات مرشحيهم ويساهموا بعزم الشباب وحيويته في المجلس البلدي، وهدفهم في هذه المرحلة هو حث عموم شباب الوطن على الاستجابة لنداء الوطن بتسجيل أسمائهم كناخبين في مراكز الانتخاب القريبة منهم.