حققت أخصائية التجميل وتصفيف الشعر الفرنسية لوتسيا أيراسي، حلمها بأن ترى كل أنثى في حالة تصالح دائم مع مظهرها بصرف النظر عن إمكانياتها المالية. حيث قامت بافتتاح صالون "جوزفين" الذي يعد أول صالون تجميل اجتماعي في فرنسا، وربما في أوروبا كلها مخصص للسيدات الفقيرات. وسائل الإعلام اعتبرت الصالون منذ اللحظة الأولى مكانا فريدا من نوعه تتمكن فيه السيدات المعدمات والمقهورات من التصالح مع صورهن خلال وقت قصير، وبمبلغ شديد الرمزية، حيث ما يتم دفعه من أجل موعد في هذا الصالون لا يتعدى الثلاث يوروهات. بدأت أيراسي العمل في أحد صالونات التجميل منذ ثلاثين عاما، وفي العام 2000 افتتحت أول صالون خاص بها في الدائرة السادسة عشرة، وبعد النجاح الكبير الذي حققه صالون أيراسي للتجميل، لم تنس حلمها الأكبر وهو أن ترى كل سيدة مهما كانت ظروفها المعيشية تبدو وكأنها نجمة متألقة. وحول هذه الفكرة الجديدة تقول أيراسي ل "الوطن" "بعد فترة تفكير طويلة قمت في عام 2006 بتأسيس جميعة "جوزفين لجمال المرأة" بهدف تقديم المساعدة للعديد من النساء عبر التدريب على الكثير من الأعمال والحرف، وكذلك تعليم الكمبيوتر، وأعمال السكرتارية. بعد ذلك تطورت الفكرة، فإلى جانب نشاط الجمعية قمت منذ بدايات العام 2008 بتخصيص يوم الاثنين الذي هو عطلة صالون التجميل الخاص بي فقط للسيدات غير القادرات، حيث كنا نقوم خلال هذا اليوم بتصفيف شعورهن، وتغيير لونه لمن ترغب، وعمل المكياج لمن هي في حاجة إلى ذلك". وأضافت أن "هذه الفكرة لاقت نجاحا كبيرا، مما دفعني إلى تدعيمها عبر افتتاح صالون كبير في الدائرة الثامنة عشرة في باريس، مخصص لهؤلاء النساء، فقط، ليغدو صالون "جوزفين" أول صالون تجميل اجتماعي مخصص لكل من تشعر بأنها تحيا حياة غيرآمنة، بشكل عام هو مخصص للسيدات اللاتي يشعرن بالتعاسة في هذه الحياة". وأشارت لوتسيا إلى أن الصالون إضافة إلى دوره في تصفيف الشعر، وعمل المكياج، فإنه أيضا يقوم بتنظيم ورش عمل مختلفة لتمرين هؤلاء النساء على كيفية العناية بجمالهن، من خلال تعليمهن كيفية تصفيف الشعر، والعناية بالبشرة وغيرهما. وتسترسل لوتسيا قائلة: "هذا المكان لم يفتتح من أجل سيدات يأتين لمرة واحدة، بل يأتين كلما شعرن بحاجة إلى الحضور من أجل إعادة الاندماح في الحياة بشكل أكثر قوة وفاعلية، وترى لوتسيا أن ما تقدمه من خلال الصالون هام جدا، وتقول "على سبيل المثال، أول ما ينظر إليه عند التقدم إلى وظيفة هو المظهر ، وهناك الكثيرات يمتلكن القدرات العملية، ولكنهن يفتقرن إلى المال الذي يمكنهن من الحصول على مظهر جيد، هنا بات بإمكانها الحضور والذهاب فيما بعد لاختبار الوظيفة بشكل لائق وبثقة كبيرة في النفس". وأوضحت أن "هذه التجربة الاستثنائية تبدو متكاملة إلى حد كبير، حيث غالبية العاملين في الصالون هم من المتطوعين، ومن المتخصصين في فن المكياج وتصفيف الشعر، والعناية بالبشرة، كل منهم قررالتطوع باليوم المخصص لعطلته من أجل المشاركة في الصالون، هذا إلى جانب جزء آخر من فريق العمل يعمل بشكل دائم من دون مغالاة في الأجر، وذلك كله من أجل إسعاد كافة المترددات على الصالون، ومساعدتهن في الحصول على فرص أكبر في الحياة".