تحولت قضية مقتل زعيم القاعدة أسامة بن لادن إلى قضية انتخابية أساسية على المسرح السياسي الأميركي مع الحملة التي بدأها الديموقراطيون للترويج لنجاح إدارتهم في النيل من بن لادن، في حين فشلت الإدارة الجمهورية السابقة في تحقيق ذلك الهدف. وبدأ الجمهوريون في المقابل حملة لتطويق الأثر الذي أحدثه نجاح إدارة الرئيس باراك أوباما بدعوى أن الآليات التي أسستها إدارة الرئيس السابق جورج بوش هي التي أفضت الى سقوط بن لادن وأنه من غير الصحيح أن ينسب نجاح العملية للإدارة الحالية وحدها. وكانت مظاهر الاحتكاك السياسي بين الجانبين بدأت فور الإعلان عن مقتل بن لادن إذ رفض الرئيس بوش أولا الظهور مع أوباما في موقع سقوط برجي التجارة العالمية وتسربت من مساعديه أسباب مختلفة لذلك كان أبرزها هو احتجاجه على أن أوباما لم يمنح الإدارة السابقة أي تقدير في نجاح عملية قتل بن لادن. بعد ذلك سعى الجمهوريون إلى الترويج لأن استخدام وسائل قاسية للاستجواب منها الايهام بالإغراق وأمور أخرى يصفها خبراء بالتعذيب كانت إدارة بوش أجازتها هي التي أدت إلى جمع المعلومات التي أفضت إلى الإيقاع بزعيم القاعدة. وشن الجمهوريون حملة واسعة تدعو للعودة لتقنين تلك الأساليب مما أدى بمسؤول في البيت الأبيض للإعراب عن دهشته وغضبه من محاولة الجمهوريين تغيير مسار النقاش الإعلامي حول عملية قتل بن لادن إلى مناقشة أساليب الاستجواب. وتبين في غضون يومين من الإعلان عن مقتل بن لادن أن شعبية الرئيس أوباما قفزت إلى مستويات لم تشهدها منذ بعض الوقت. بل إن ولايات جمهورية بصورة تقليدية مثل فيرجينيا بدأت تميل إلى الكفة الديموقراطية على الأقل فيما يتصل بالسباق الرئاسي. بيد أن مراقبين متخصصين في الانتخابات الأميركية يقولون إن أثر مقتل بن لادن على معطيات السباق الانتخابي الأميركي سيكون محدودا. وقال، الباحث في معهد السياسات العامة في واشنطن،بيتر هاسن "يذهب المستهلك إلى محطة الوقود ويدفع أربعة دولارات للجالون كلما زود سيارته. وهذا أمر سيستمر أما قصة بن لادن فإنها ستتلاشى مع الوقت". وقال هاسن إن فشل الرئيس الأسبق جيمي كارتر في عملية تحرير الديبلوماسيين المحتجزين في السفارة الأميركية بطهران عام 1980 كان فشلا قريبا من حيث توقيت وقوعه من موعد الانتخابات. وتابع "أمامنا أكثر من 17 شهرا على الانتخابات الرئاسية المقبلة. وإذا ما استمر الوضع الاقتصادي على صعوبته بالنسبة لأغلب الأميركيين فإن مقتل بن لادن لن يساعد الرئيس أوباما أو الحزب الديمقراطي كثيرا. ذاكرة الأميركيين قصيرة المدى وهم يهتمون بأوضاعهم المعيشية اليومية أكثر من اهتمامهم بأي شئ آخر". وفيما عرض رئيس الحكومة الباكستانية يوسف رضا جيلاني أمام البرلمان أمس ملابسات مقتل بن لادن والدور الباكستاني فيها، أعلن رئيس القوات الجوية الباكستانية، المارشال، راو قمر سليمان، أن أجهزة الرادار على الجبهة الغربية لم تكن مشغلة في الثاني من مايو الجاري عندما خرقت الطائرات المروحية الأميركية الأجواء الباكستانية لقتل بن لادن ،لكنه نفى أن تكون الأجهزة معطلة بسبب التشويش الأميركي عليها. وقال إنه يتحمل المسؤولية الكاملة عن ذلك وإنه شكل لجنة خاصة للتحقيق بهذا الشأن .