أكد استشاري السمنة والسكري في مستشفى التخصصي بأبها وعضو المنظمة المصرية لدراسة السمنة وضغط الدم الدكتور رأفت الدهشوري على تفاقم الخطر المحتمل للسمنة في المملكة بعد أن وصلت نسبة النساء اللاتي يعانين من زيادة الوزن إلى 66% والرجال إلى 50%. وأشار إلى أن السمنة باتت من أهم المشاكل الصحية التي تأخذ اهتماما كبيرا من العالم اليوم سواء في الدول المتقدمة أو الدول النامية. وقال الدهشوري في الملتقى الصحي الذي نظمته جمعية الجنوب الخيرية النسائية بأبها أول من أمس "إن الزيادة المطرده لأعداد الذين يعانون من زيادة الوزن تتراوح نسبتها بين 30 و50% من الأفراد". وأشار إلى أن دراسات صحية أجريت بالمملكة خلال السنوات الأخيرة أثبتت ارتفاع معدلات الوزن والسمنة بين جميع الفئات العمرية من الجنسين إلى معدلات مرتفعة ومقلقة جدا نظرا لارتباطها بالصحة العامة وقابليتها إلى التسبب في الكثير من الأمراض وخاصة لدى مرضى السكري وارتفاع ضغط الدم. وقال إن 60 إلى 66%من النساء يعانين من زيادة في الوزن و45 إلى 50% من الرجال, و18% من المراهقين من سن 12 إلى 18 سنة يعانون من السمنة، و15% من الأطفال قبل سن المدرسة و7% من الأطفال الرضع. وإن الإحصاءات العالمية تشير إلى أنه بحلول عام 2020 من متوقع أن يعاني 20% من الأولاد و30% من البنات من السمنة واصفة ذلك بوباء السمنة. وأضاف أنه ثبتت العلاقة بين زيادة الوزن وزيادة معدل الإصابة بكثير من الأمراض الهامة وخاصة مرض السكري وارتفاع ضغط الدم وأمراض القلب، وأن جميع فئات العمر من الجنسين معرضة لزيادة الوزن والسمنة. وبين أنه لابد أن تكون نسبة الدهون الطبيعية بالجسم للسيدات ما بين 25 إلى 30% وللرجال من 15 إلى 20% كما أن الدهون تتركز في السيدات في منطقة الأرداف والرجال في منطقة البطن، مذكراً بأنه من النادر جدا أن نجد معمرا بدينا. وتطرق الدهشوري إلى المخاطر التي تأتي مع السمنة والتي منها السكر والضغط وتصلب الشرايين وبعض أنواع السرطانات إضافة إلى أمراض الكبد والجهاز الهضمي والتهاب وخشونة المفاصل وأمراض القلب والموت المفاجئ مع إصابة العقم عند السيدات واضطرابات الدورة الشهرية، والاكتئاب والإحباطات النفسية ومرض النقرس والمرارة. وأرجع أسباب زيادة الوزن في المملكة إلى انتشار العادات غير الصحية وأهمها الإسراف في تناول الأغذية ذات السعرات الحرارية العالية, إضافة إلى قلة الحركة خاصة عند النساء، وتكرار الحمل وبعضها يكون بسبب عامل وراثي أو اختلال في وظائف الغدد الصماء كقلة نشاط الغدة الدرقية. وبين أنه من الممكن التقليل من خطر الإصابة بالأمراض المصاحبة لزيادة الوزن بنسب تتراوح بين 20 إلى 30%, حيث إنه مع انخفاض الوزن ينخفض ضغط الدم بحوالي عشر درجات ويتم تحسين نسبة السكر بالدم وتخفيض جرعة العلاج بحوالي 20% وكذلك إنقاص محيط الخصر أو البطن 2سم.