قال عضو هيئة التدريس بكلية الدعوة بالجامعة الإسلامية الدكتور محمد ربيع المدخلي "إن الملك عبدالعزيز كان سلفيًّا معتزًّا بعقيدته داعياً إليها"، مستدلاً بأقواله رحمه الله والتي أكد فيها ذلك، إضافة إلى حرصه على إزالة مظاهر الشرك في البلاد ونشر التعليم وفق عقيدة السلف الصالح. وأوضح المدخلي خلال محاضرته بالجامعة الإسلامية أول من أمس ضمن برنامجها الثقافي والتي جاءت بعنوان "جهود الملك عبدالعزيز في نشر عقيدة السلف الصالح" أن جوهر العقيدة السلفية هو تصفية العقيدة والمنهج والالتزام بنصوص الكتاب والسنة ورد ما اختلف فيه الناس إليها. وبيّن المدخلي أن الملك عبدالعزيز نشأ في بيت سلفي منذ جدّه الأكبر محمد بن سعود الذي تعاهد مع الشيخ محمد بن عبدالوهاب على تأسيس الدولة، وقد أقام الدولة بعد أن كانت الجزيرة تعجّ بالجهل والبدع والخرافات والفوضى الأمنية، وكان أول ما يبدأ به هو إزالة مظاهر الشرك بعد فتح أي مدينة. وأكد أن المدينة ومكة كانت فيهما مظاهر شركية واضحة في البقيع والمعلاة، ولما فتحهما الملك عبدالعزيز طهرهما من الشرك والبدعة، وكذلك عامة المدن بالجزيرة، واستشهد بقول محمد علي المغربي "حينما استولت الحكومة على الحجاز أول عمل قامت به هو هدم قبة حواء.."، ووجه الملك عبدالعزيز رسالة إلى إمام الحرم في ذلك الوقت بإزالة القباب فكان ذلك إزالة لمظاهر الشرك. وقال المدخلي "إنه إلى جانب اهتمام الملك عبدالعزيز بإزالة مظاهر الشرك فإنه اهتم بنشر الوعي والدعاة وفتح المدارس ونشر الحسبة فانتشرت بذلك العقيدة السلفية، وكانت علاقة الملك بالعلماء السلفيين قوية فقد كان لهم مقام عظيم، وكان الملك يرجع لهم لا سيما عند نزول النوازل، وعدّهم طرفاً في بناء الدولة، كما طلب النصيحة منهم وأسند إليهم الفتوى والقضاء والحسبة". وعن اعتزاز الملك عبدالعزيز بعقيدته السلفية، نقل المدخلي أقوالاً عنه رحمه الله في ذلك ومنها قوله: "يقولون إننا وهابية والحقيقة أننا سلفيون،... وليس بيننا وبين المسلمين إلا كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم"، وقوله: "والذي نمشي عليه هو مذهب السلف الصالح.." إضافة إلى قوله: "أنا داعية إلى عقيدة السلف الصالح". واستعرض المدخلي في ختام محاضرته اهتمام الملك عبدالعزيز رحمه الله بافتتاح المدارس والتعليم النظامي، فأُسست مديرية المعارف، وأدخلت المناهج الشرعية، وبدأ التعليم الحكومي المنظم وانتهت فوضى التعليم، كما أنشئت وزارة المعارف، وشهد عهده رحمه الله افتتاح عدة مدارس وكليّات تقوم على عقيدة التوحيد ونبذ الشركيات، وكان خريجوها أقوياء في تخصصاتهم بعقيدة صافية بعيدة عن البدع والخرافات، كما تم تنظيم التدريس بالحرمين الشريفين.