شهد ملعب الإسكندرية معقل فريق الاتحاد واقعة مؤسفة للغاية، كادت تسفر عن وقوع ضحايا من لاعبي الفريق الذين فوجئوا بعد دقائق من انخراطهم في التدريب بمجموعة قليلة من الجماهير تهاجمهم وتسبهم بألفاظ خارجة، قبل أن يتمكن عدد غير قليل منهم من تخطي الحواجز والنزول إلى الملعب حاملين أسلحة بيضاء بنية الاعتداء على اللاعبين، الذين لم يجدوا أمامهم حلاً غير إطلاق العنان لساقيهم للهروب، قبل أن يفاجأوا بمجموعة أخرى من الجماهير في انتظارهم أمام غرفة الملابس يحمل بعضهم صواعق كهربائية، على حد شهادة أحد اللاعبين، إضافة إلى الأسلحة البيضاء استخدمها أحد الصبية الصغار من المشجعين للاعتداء على مدافع الفريق، عطية البلقاسي وإصابته في الوجه استلزمت نقله إلى المستشفى، فيما أكد زميله اللاعب محمود شاكر عبد الفتاح أن الجماهير طاردت اللاعبين بالأحزمة والأحذية إلى جانب الأسلحة البيضاء والصواعق الكهربائية، مؤكدا أنه وزملاءه عاشوا ساعة من الرعب الحقيقي، وكان الموت قريبا جداً منهم، خاصة في ظل الغياب الأمني. يذكر أن حالة من الغليان الإدارية يعيشها النادي الجماهيري الكبير منذ رحيل رئيس النادي السابق رجل الأعمال محمد مصيلحي الذي آثر ترك منصبه بعد تعرضه لإهانات من جماهير النادي مع كل إخفاق يتعرض له الفريق في بطولة الدوري المحلي. وعجز المجلس الذي تم تعيينه من قبل رئيس المجلس القومي للرياضة حسن صقر، برئاسة عصام شعبان في احتواء الأزمات المالية للنادي وسارع أعضاء المجلس للهروب من الأزمات بالتقدم باستقالاتهم، وهو ما دفع لاعبي الفريق لإعلان التمرد بعد عجز إدارة النادي عن توفير رواتبهم خلال الأربعة أشهر الماضية، وهو ما دفع الجماهير للانقلاب على اللاعبين بدعوى أنهم ينظرون لمصالحهم دون تقدير الموقف الصعب الذي يمر به الفريق، حيث بات مهدداً بالهبوط للدرجة الثانية كونه يتذيل جدول الترتيب. ورغم عدول اللاعبين الكبار عن قرارهم الجماعي السابق بمقاطعة التدريبات والمباريات وإنهاء تمردهم بعد تلقي الفريق هزيمة ثقيلة أمام المقاصة برباعية نظيفة في مباراة خاضها النادي السكندري بفريق كان كل قوامه من اللاعبين الناشئين، إلا أن انقلاب الجماهير عليهم استمر بعد تلقي الفريق هزيمة جديدة في المرحلة السابقة أمام طلائع الجيش 1/3.