يترقب العالم اليوم حفل "زفاف القرن" لحفيد ملكة بريطانيا الأمير ويليام وعروسه كيت ميدلتون. ونشرت العديد من الصحف الشعبية المعنية بأخبار المشاهير أمس صورا للأمير ويليام وهو يقود دراجته البخارية في أنحاء لندن ويرتدي خوذة كاملة تعذر بسببها رؤية وجهه. وأظهرت الصورة التي نشرت في الصفحة الأولى لصحيفة "ذا صن" الأمير (28 عاما) وهو يتخطى الحواجز التي وضعتها الشرطة من أجل زفاف اليوم بوسط لندن، ويبدو أن الأمير كان عائدا من مباراة كرة القدم التي شارك فيها مع أصدقائه في وقت سابق أمس. وأنهى العاملون تزيين كنيسة ويستمنستر ابي التي ستشهد مراسم الزواج بثمان شجرات قيقب إنجليزية، وفق رغبة العروس في فكرة زفاف "متواضعة، وبسيطة، وطبيعية". وقال شين كونولي، المدير الفني للزهور الخاصة بالزفاف "هذا يعكس أن كاثرين فتاة ريفية حقيقة وأن الثنائي هما أفضل البريطانيين"، وبحسب كونولي فإن أشجار القيقب التي يبلغ ارتفاع بعضها سبعة أمتار ونصف ترمز ل" التحفظ والتواضع". وقال كونولي إن العروس أرادت ألوانا "حيادية" وكانت متعاونة للغاية، وأضاف: "لقد كانت مشتركة في كل القرارات واستمتعت بها بشكل هائل، كما استمتعت أنا بها". وكان العروسان قد شاركا أول من أمس في بروفة أخيرة لأهم يوم في حياة كل منهما، حرصا من المخططين للتأكد من مرور موكب العروسين ومراسم الزفاف بالدقة المعتادة، وأكد قصر سانت جيمس أن الأمير ويليام وعروسه كيت ميدلتون حضرا تجربة خاصة، برفقه والدي ميدلتون والأمير هاري، الشقيق الأصغر للعريس. وأعلن قصر سانت جيمس أن الأمير ويليام (28 عاما) تناول عشاء خاصا مع والده الأمير تشارلز وزوجته كاميلا دوقة كورنوول والأمير هاري في كلارنس هاوس، مقر إقامة ولي العهد البريطاني في لندن، في غضون ذلك، قضت كيت وعائلتها الليلة الأخيرة في فندق جورينج المقابل لقصر باكنجهام، ومن هناك ستغادر العروس لحضور حفل الزفاف اليوم. وفي ظل تزايد أعداد الأشخاص الذين يسعون لمشاهدة الزفاف الملكي قالت الشرطة إنها على ثقة من أن الخمسة آلاف شرطي الذين سيعملون في يوم الزفاف سيضمنون أن "اليوم السعيد" سيمر بسلام. وقبيل أيام من موعد حفل الزفاف ثارت التساؤلات حول لون السماء اليوم، وأصدرت الأرصاد الجوية المحلية توقعاتها بأن السماء ستكون رمادية مع انخفاض في درجات الحرارة، واحتمال سقوط أمطار ورعود. ولهذه الأخبار وقع سيئ بعد عشرة أيام مشمسة في درجات حرارة صيفية، ويخشى خبراء في القطاع السياحي أن تثبت صور المظلات التي ستنقلها كاميرات العالم إلى نحو ملياري مشاهد من المتوقع أن يشاهدوا الحفل، صورة بريطانيا الممطرة في الأذهان، وبحسب الإحصاءات، لم تمطر في تاريخ 29 أبريل سوى ست مرات خلال الأعوام العشرين الماضية. لكن الصحافة البريطانية وجدت عزاء في القول المأثور "الزواج تحت المطر.. يستمر سعيدا أبد الدهر". وتذكر صحيفة "دايلي إكسبرس" أن "الزوجين اللذين يتبللان في يوم زفافهما ينجبان عددا كبيرا من الأطفال. العروسان رتبا الأمور مسبقا، فعربة الأحصنة التي سوف تنقلهما إلى قصر باكنغهام بعد الزفاف، لها نوافذ زجاجية. لكن المشكلة لدى خيالة المواكبة الذين يدهنون بناطيلهم وقفازاتهم بمادة خاصة حتى تبقى بيضاء ناصعة..، وهذه المادة تتحلل بالمياه. وقبل أيام من موعد الحفل حجز أحد أكثر المحنكين مكانا له منذ ليلة الاثنين الماضي قبالة كاتدرائية ويستمنستر حيث تقام المراسم. فحمل جون لوغري (56 عاما) كيس النوم الخاص به، وابتسم للكاميرات، ليتصدر أخبار وسائل الإعلام، وقد ارتدى قميصا بألوان علم المملكة المتحدة. ويلتحق حاليا بجون آلاف المتحمسين الذين يخططون لقضاء ليلة في العراء، وذلك لرؤية ذيل ثوب زفاف كايت، أو أحد المشاهير أو الملوك والأمراء المدعوين إلى الزفاف والبالغ عددهم 1900. وتزامنا مع ذلك، جند خمسة آلاف صحفي لتغطية "حدث العام 2011"، وكلفت شبكة "بي بي سي" البريطانية وحدها 550 شخصا ومئة كاميرا. من ناحية أخرى، ينتظر الحدث أيضا الآلاف في ميداني هايد بارك وساحة ترافلغار سكوير، حيث تتيح شاشات عملاقة للجمهور عدم تفويت أية لحظة من الحفل.. خصوصا تحية العروسين الشابين من على شرفة قصر باكنغهام. ومن المتوقع أن يتجمع نحو 200 ألف شخص في هايد بارك، و20 ألفا في ترافلغار سكوير. ومن المنتظر أن يتابع الحفل الملايين في العالم عبر الإنترنت والهواتف المحمولة ومواقع التواصل الاجتماعي، ومن المقرر أن تذيع قناة ملكية خاصة على موقع يوتيوب جميع مراسم الحفل اليوم. وفي سيدني كشف النقاب أمس عن جدارية للأمير ويليام وخطيبته كيت ميدلتون بالقرب من طريق سريع، واستخدمت شركة "اوسترال بريكس ليمتد" لصناعة الطوب أكثر من 12 ألف قطعة من منتجاتها لتشكيل صورتي ويليام وكيت على مساحة مئة متر مربع.