أعلنت المؤرخة الفنية بحامعة رادوبود بمدينة نايمخن الهولندية " رينيلدا فيرفور" ، عن اكتشافها لأول لوحة حول الساحرات ، تم رسمها في الأراضي المنخفضة بأوروبا أي بلدان " ما تحت البحر ". تمثل اللوحة الاضطهاد الذي عانت منه الساحرات على أيدي سكان هذه الأراضي قديما، خاصة في الفترة بين القرنين الرابع عشر والسابع عشر، بوصف الساحرات شريرات ويجلبن النحس وسوء الطالع. اللوحة ترجع للفنان الهولندي البلجيكي بيتر برغل، وقد رسمها في عام 1565، وتمثل ساحرة تطير في الهواء فوق مكنسة، ويطاردها الأهالي بالعصي والأسلحة لقتلها، وأشارت المؤرخة إلى أن برغل هو أول فنان اختلق من خياله صورة لساحرة تطير فوق مكنسة خشبية، وهي تخرج من المدخنة السوداء التي كانت تنتشر في بلدان أوروبا في ذلك الحين ، وقد نقل عنه فنانون عالميون فيما بعد هذا التخيل وطوروا فيه، ليحتل لوحات وأعمال فنية أخرى منها الأفلام. وأكدت رينيلدا أن الساحرات عانين الاضطهاد بقسوة ما بين عامي 1450 و1700 ، وكان يتم إحراقهن وإبادتهن، بجانب طردهن خارج البلاد، رغم أن بعض الساحرات يعشن حتى الآن بين المواطنين، ولا يمكن التعرف عليهن أو اكتشاف شرورهن، ولكن اختفت تقريبا ظاهرة اضطهاد الساحرات في البلدان منخفضة الأراضي ومنها هولندا. ويعد اكتشاف رينيلدا لهذه اللوحة النادرة إبان بحثها في مخزونات المتاحف وبيوت الانتيكات، الاكتشاف رقم 9 للوحات أخرى تعود لذات الفنان برغل. يذكر أن الفنان برغل "1525: 1569" ولد في مدينة برابندت الهولندية، وانتقل بين إيطاليا وفرنسا، ثم استقرت به الحال في بلجيكا حتى لحظة وفاته ببروكسل، عرف برسام عهد النهضة "الفلمنكية وبرينتمكر" والتي تتسم بالتركيز على مشاهد الفلاحين وشعائر القرية من زراعة، صيد، وجبات طعام، مهرجانات، رقصات، ألعاب وغيرها بجانب المناظر الطبيعية. ورغم سنوات عمره القليلة، إلا أنه رسم العديد من اللوحات النادرة، منها 100 مشهد حول الفلاحين. وأبرز لوحاته الأخرى برج بابل، تحدي الموت، أرض النعيم، الحصاد، أعمى يقود أعمى وغيرها. وتنتشر لوحاته فى أعرق المتاحف الأوروبية وفي أميركا.