طالب رئيس المجلس الوطني الانتقالي مصطفى عبد الجليل أمس في روما المجتمع الدولي بالتدخل العسكري المباشر، لإجبار الرئيس الليبي على ترك الحكم، فيما أعلن وزير الخارجية الإيطالي فرانكو فراتيني عن مؤتمر دولي حول ليبيا في الثاني من مايو المقبل بروما. وأوضح عبد الجليل عقب مباحثاته مع فراتيني أنه سيطالب المجتمع الدولي أثناء انعقاد المؤتمر بضرورة التحرك الفوري في هذا الإطار، لأن العقيد "لن يتخلى أبدا عن الحكم إلا بالقوة". وأضاف أن الوضع الحالي بليبيا لا يبشر بالخير وأن أعداد ضحايا هجمات قوات النظام في تزايد مستمر، وبلغت "أكثر من عشرة آلاف قتيل وأكثر من 55 ألف جريح، إضافة إلى أعداد مهمة تخص المفقودين". وكشف عن نية المجلس تطوير التعاون مع الأصدقاء "خصوصا مع إيطاليا وفرنسا وقطر"، التي اعترفت بحركته، ومع دول أخرى مثل بريطانيا والولايات المتحدة. بدوره قال فراتيني إن المجتمع الدولي يتدارس الآن حلا لليبيا بعد تأكيده أن ذلك لن يأتي إلا برحيل النظام الليبي وزعيمه القذافي الذي اعتبره المسؤول الأول عما يحدث في ليبيا. وأوضح أن المؤتمر سيشارك فيه الأممالمتحدة ومنظمة الاتحاد الأفريقي، والاتحاد الأوروبي، وجامعة الدول العربية، وأطراف أخرى عربية وأوروبية، لم يكشف عنها. وتابع "أكد الرئيس عبد الجليل التزامه بالاستمرار على نهج الديموقراطية ومحاربة الإرهاب وإعادة إعمار ليبيا ومكافحة الهجرة غير المشروعة". كما حث فراتيني الدول الأخرى على أن تحذو حذو إيطاليا وفرنسا وقطر في الاعتراف رسميا بالثوار. ويقوم عبد الجليل بجولة أوروبية لتصعيد العمل العسكري ضد القذافي، حيث يزور باريس اليوم، قادما من روما، للقاء الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي، على ما أعلن قصر الإليزيه أمس. وقال مصدر مقرب من المعارضة إن عبد الجليل سيطلب من حلف شمال الأطلسي تصعيد ضرباته الجوية وسيقدم معلومات دقيقة عن أهداف عسكرية داخل مصراتة، وقد يقدم أيضا قائمة بأسماء مسؤولين في طرابلس يمكن أن تتعامل معهم المعارضة في حالة رحيل القذافي. في المقابل، أعلن وزير الخارجية الفرنسي آلان جوبيه أمس معارضة بلاده لإرسال قوات فرنسية إلى ليبيا. وقال إن الوضع العسكري في ليبيا "صعب" و"ملتبس"، وإن الغرب أساء تقدير قدرات القذافي على تكييف تكتيكاته ردا على التدخل العسكري للأطلسي. وحول طلب مسؤول برلماني فرنسي إرسال ما بين 200 إلى 300 من عناصر القوات الخاصة للحلف إلى ليبيا لمساعدة الثوار على إرشاد طائرات التحالف لقصف أهداف نظام القذافي، قال "الثوار هم الذين يجب أن يتولوا توجيه طائرات الحلف". وتزامن ذلك مع إعلان الأطلسي أمس عن شن غارات استهدفت مراكز قيادة لقوات القذافي، تضم "بنى تحتية للاتصال تستخدم لتنسيق الهجمات على المدنيين والمقر العام للكتيبة ال 32 على بعد 10 كيلومترات جنوبطرابلس. وأكدت ليبيا تعرض مواقع اتصالات في طرابلس وسرت لضربات جوية، كما تم قصف منطقة الهيرة بمدينة العزيزية، دون ذكر التفاصيل. من جهة أخرى، ربط وزير الدولة والممثل الشخصي للرئيس الجزائري عبد العزيز بلخادم، تصاعد الهجمات الإرهابية مؤخرا ببلاده بالوضع غير المستقر في ليبيا. ودحض بلخادم ادعاءات المعارضة الليبية حول دعم الجزائر لنظام القذافي، مشيرا إلى أن بلاده "دفعت ثمنا غاليا لاسترجاع سيادتها، ولن تقبل بالتدخل في الشؤون الداخلية للآخرين كما لن ترضى بتدخل الآخرين في شؤونها".