أثار عزوف رجال الأعمال عن حضور الجمعية العمومية لغرفة مكة العديد من التساؤلات الكبرى حول مدى فعالية الغرفة بالنسبة للمجتمع التجاري، وخصوصاً مع تدني نسبة الحضور، إذ لم يتجاوز الحضور 25 رجل أعمال من أصل أكثر من 6 آلاف منتسب ومنتسبة بالغرفة. لكن نائب رئيس الغرفة زياد فارسي قدم تفسيراً مثيراً أمس في تصريح إلى "الوطن"، حيث قال إن الغرفة حاولت التواصل مع رجال الأعمال؛ ولكنها فوجئت بأن عناوين عدد كبير من رجال الأعمال وأصحاب المؤسسات وأرقام جوالاتهم وهواتفهم الثابتة وصناديق بريدهم كلها غير صحيحة، مما يعني أنها مؤسسات وهمية لا يمكن التواصل مع أصحابها في ضوء المعطيات السابقة! وحول نسبة تلك المؤسسات الوهمية من إجمالي عدد المنتسبين توقع فارسي أن تصل نسبتهم إلى 20% ، إلا أن قراءة أخرى لأسباب عزوف الأعضاء عن حضور الجمعية العمومية لغرفة مكة، جاءت على لسان رجال أعمال قالوا ل"الوطن" إن الغرفة لم تقدم للمجتمع التجاري أي خدمة، ولم تعمل على تبني حلول للعوائق التي تواجه عمل الشركات والمؤسسات. واختصر رجل الأعمال مشعل الرويزن دور الجمعية العمومية في إبراء ذمة مجلس الإدارة وإقرار الميزانية فقط ، مؤكداً أن رجال الأعمال يتصورون أن حضورهم لن يأتي بجديد ، ودعا إلى إعادة النظر في عمل الجمعيات العمومية حتى تؤدي دورها الحقيقي. من جانبه، اتفق رجل الأعمال بكر الصائغ مع ما ذهب إليه الرويزن، إذ زعم أن الهدف من حضور رجال الأعمال للجمعيات العمومية هو إضفاء الشرعية على قرارات مجلس الإدارة، بدلاً من الاستماع لوجهات نظرهم ، ومقترحاتهم للاستفادة منها في تطوير أداء الغرف. وانتقد التركيز في عمل المجلس على تسديد رسوم اشتراك المنتسبين، مقترحاً إشراك الجهات الرقابية في مناقشات الجمعيات العمومية ومراجعة الميزانيات بشكل دقيق وسماع كل الآراء التي يقدمها رجال الأعمال. ودعا رئيس لجنة المقاولات السابق إبراهيم أمجد إلى إعادة النظر في نظام الجمعيات العمومية الحالي، منتقداً اتخاذ القرارات بمن حضر. وأضاف أنه من غير المعقول أن ينوب 25 رجل أعمال ممن حضروا الجمعية العمومية الأخيرة عن 6 آلاف رجل وسيدة أعمال مسجلين في الغرفة. من جانبه، أرجع رجل الأعمال أنس القرشي سبب الغياب الكبير إلى وجود فجوة بين الغرف التجارية ورجال الأعمال، مصدرها غياب أدوارها الحقيقية على أرض الواقع. وفي إطار دفاعه عن دور غرفة مكة، أوضح نائب الرئيس زياد فارسي أن انقطاع التواصل مع الغرفة إدى إلى عدم إدراك الدور الذي تقوم به وكذلك الخدمات التي تقدمها، مؤكداً أنها بذلت كل الجهود لتذليل العقبات أمام المجتمع التجاري بكل شرائحه، وأشار إلى أن العزوف ليس مقصوراً على غرفة مكة، وإنما في كل الغرف.