أبى الهلال أن يرأف بمضيفه الوحدة ممزقاً شباكه بخماسية نظيفة تاريخية توج بها بطلاً لمسابقة كأس ولي العهد، وتسلم قائده ياسر القحطاني الكأس الغالية من يد أمير منطقة مكةالمكرمة الأمير خالد الفيصل الذي رعى المباراة نيابة عن ولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز. وعلى الرغم من أن الجماهير الوحداوية المتعطشة للقب يروي عطش السنوات العجاف الطويلة ملأت جنبات استاد الملك عبدالعزيز بالشرائع أملاً في تحقيق فريقها ما تصبو إليه إلا أن نجوم الفريق الأزرق لم يمنحوا أصحاب الأرض فرصة لالتقاط أنفاسهم، وتناوب نجومه على تسجيل الأهداف التي بدأها أحمد علي في الشوط الأول (د.23)، قبل أن يكمل الخماسية رفاقه عبدالله الزوري ومحمد الشلهوب وويلهامسون ونواف العابد في الدقائق 60 و69 و71 و79 على التوالي، ليضيف الهلال لقبه ال51 عبر تاريخه الحافل. وضح اعتماد الفريقين إلى فتح اللعب منذ انطلاق المباراة وأظهرا نواياهما الهجومية مبكراً، ودقت رأسية ياسر القحطاني جرس الإنذار عندما جاوزت كرته مرمى حارس الوحدة فيصل المرقب بقليل بعد مضي 4 دقائق من عمر المباراة، وتدخل دفاع الوحدة بعدها بدقائق قليلة لإنقاذ مرماه من تسديدة السويدي ويلهامسون. وتحرك لاعبو الوحدة بعد أن شعروا بالخطر الهلالي، وكاد مهند عسيري أن يحرز الهدف الأول في الدقيقة 12 بكرة هوائية إلا أن كرته جانبت مرمى حارس الهلال حسن العتيبي قليلاً، وكرر الوحدة محاولته الهجومية عقبها بدقائق معدودة عبر كرة أوقفها دفاع الهلال مرتين. ولم يهدأ إيقاع اللعب إطلاقا وظهرت محاولة حمراء هنا وأخرى زرقاء هناك بيد أنها كانت تفتقد للدقة، ونجح دفاع الفريقين في إنهاء وقطع كل المحاولات قبل أن تصل لدرجة الخطورة حتى نجح المصري أحمد علي في تسجيل الهدف الأول لمصلحة الهلال في الدقيقة 23 من عمر المباراة مستثمراً برأسه عرضية ويلهامسون الرائعة التي كانت المنطقة اليسرى لدفاع الوحدة مسرحاً لانطلاقاتها، مستغلاً تأخر الأردني سليمان السلمان في الوصول لكرة ويلهامسون. وعلى عكس المنتظر هدأ إيقاع المباراة بعد هدف الهلال كثيراً وسيطر الهدوء على بقية مجريات الشوط الأول وسط غياب المحاولات الهجومية التي تستحق الذكر عدا من تسديدة بعيدة أطلقها الروماني رادوي اعتلت المرمى الواحداوي، ورأسية مهند عسيري في الدقيقة الأخيرة اعتلت عارضة المرمى الهلالي هي الأخرى. وبسط الهلال أفضليته الميدانية في الدقائق الأخيرة مع بعض المحاولات الفردية الوحداوية التي لم تجد نفعاً لتبقى النتيجة هلالية بهدف أحمد علي. ودلف لاعبو الهلال الشوط الثاني بحماسة أكثر نحو الهجوم والبحث عن تعزيز تقدمه بهدف آخر يمنحهم الاطمئنان، وأبدع حارس الوحدة المرقب في إبعاد كرة القحطاني المقصية من حلق مرماه في الدقيقة الأولى من عمر هذا الشوط ، وواصل الهلال هجومه الكاسح على المرمى الأحمر بيد أن الدفاع الواحدوي وقف لمحاولاته بالمرصاد، فيما تقدم الوحدة هو الآخر لمجاراة الهلال ومشاطرته في الهجمات ولاحت أمامه فرصتان في الدقيقتين 55 و56 ليوسف قديوي ومهند عسيري نجح حارس الهلال العتيبي في التصدي لهما بكل براعة. وبدأ بركان الأهداف الزرقاء في الدقيقة 60 عبر كرة هوائية لعبدالله الزوري جاءته عبر عرضية المتألق ويلهامسون ليمنح الهلال هدفه الثاني، ولم تمض 8 دقائق فقط حتى سدد محمد الشلهوب كرة من خارج منطقة الجزاء لم يشاهدها المرقب وإلا وهي تسكن على يساره هدفاً ثالثاً. واستمر الهلال في هجومه المتواصل مستغلاً تقدم الوحداويين غير المتزن نحو مرمى العتيبي، وأضاف ويلهامسون الهدف الرابع في الدقيقة 71 إثر كرة بينية وصلته من أحمد علي، انفرد بها من منتصف الملعب وتجاوز المرقب ليضعها في مرماه بسهولة. ورفض الهلال الرأفة بحال أصحاب الأرض، وسجل البديل نواف العابد الهدف الخامس في الدقيقة 79 من كرة بينية أخرى جاءت هذه المرة من الكوري الجنوبي لي يونج وانفرد معها بالمرقب ووضعها خلفه، حاول بعدها الوحدة حفظ ماء الوجه بهدف بيد أن لاعبيه لم يقدموا ما يشفع لهم بذلك ووضح أثر النتيجة الكبيرة جداً على أدائهم لينهي الحكم الإسباني المباراة.