واصلت إسرائيل تصعيد عدوانها على قطاع غزة وقتلت قائدين ميدانيين في كتائب عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، وعنصرا آخر في هجمات استهدفت مناطق متفرقة من القطاع. ونعت كتائب القسام القائدين تيسير أبو سنيمة (28 عاما) ومحمد عواجة (29 عاما) اللذين سقطا في قصف إسرائيلي استهدفهما في منطقة تل السلطان برفح جنوب القطاع. واستشهد المقاوم أحمد نبيل الزيتونية من القسام وجرح آخر في قصف إسرائيلي شرق جباليا، ليرتفع بذلك عدد شهداء التصعيد الإسرائيلي المستمر لليوم الثالث على التوالي إلى 17 شهيدا، من بينهم ثمانية من كتائب القسام. وحذرت حماس الاحتلال بأنها "لن تقف مكتوفة الأيدي إزاء استمرار التصعيد". وقال المتحدث باسم الحركة سامي أبو زهري في مؤتمر صحفي بغزة "على الاحتلال أن يدرس عواقب جرائمه قبل الاستمرار فيها، وألا يخطئ فهم موقف فصائل المقاومة التي مارست ردودا محدودة ومنضبطة حتى الآن". وقالت إن التصعيد الإسرائيلي لن يفلح في تحقيق أهدافه السياسية أو فرض سياسة الأمر الواقع. وأشار أبو زهري إلى أن الموقف الدولي من التصعيد الإسرائيلي "يتسم بالتواطؤ والانحياز والصمت على قتل المدنيين". وشدد على أن استمرار هذا الصمت يوفر الغطاء للاحتلال للاستمرار في جرائمه ويجعل المجتمع الدولي مسؤولا عن كل العواقب والتطورات المترتبة على هذا التصعيد. كما أعلنت وزارة الداخلية في حكومة حماس "حالة الطوارئ" في كافة أجهزتها الأمنية والدفاع المدني والخدمات الطبية التي ستعمل على مدار الساعة. وقال المتحدث باسم الوزارة إيهاب الغصين إن "جهاز الدفاع المدني والخدمات الطبية تعمل على مدار الساعة في كل أنحاء القطاع لإنقاذ المواطنين من استهداف الاحتلال الصهيوني". وأكد أن "الحكومة أجرت العديد من الاتصالات الخارجية والداخلية من خلال التواصل مع الكثير من الجهات العربية والدولية للعمل على وقف العدوان على غزة". ومن جهته أوضح سفير مصر لدى السلطة الفلسطينية ياسر عثمان في اتصال هاتفي مع "الوطن" أن مصر تقوم حاليا باتصالات مع الجانب الإسرائيلي لوقف العدوان على غزة. كما أعلن أن مصر أكدت استمرار جهودها لتحقيق المصالحة الفلسطينية" وفي سياق متصل قال الوزير الإسرائيلي والعضو في المجلس الوزاري المصغر للشؤون السياسية والأمنية غدعون ساعر، إن الجيش سيواصل عملياته الهجومية في غزة. وأشار إلى أن اتخاذ القرار بشأن قيام إسرائيل بعملية القطاع أمر معقد يجب دراسته بإمعان وليس الانجرار إليه. في غضون ذلك أعلنت فصائل المقاومة عن قصف البلدات والمواقع العسكرية الإسرائيلية بقذائف الهاون وصواريخ جراد والقسام. وأعلنت كتائب القسام للمرة الأولى منذ الحرب الإسرائيلية على غزة نهاية عام 2008، مسؤوليتها عن قصف مستوطنة "أوفكيم" بالنقب الغربي بثلاثة صواريخ جراد، في حين قصفت بقذيفتي هاون مستوطنة "نير اسحاق" شرق رفح، ومجمع "أشكول" الإسرائيلي إلى الشرق من جنوب القطاع بأربعة صواريخ "قسام". واعترف الجيش الإسرائيلي بإصابة مبنى تابع للمجلس الإقليمي "أشكول" دون أن تقع إصابات، كما قصفت القسام موقع كرم أبو سالم العسكري شرق رفح جنوب القطاع بصاروخي قسام.