أعلنت منظمة الأممالمتحدة للأغذية والزراعة "فاو" أمس أن مؤشر الأسعار العالمية للمواد الغذائية سجل في مارس تراجعاً للمرة الأولى بعد ارتفاع تواصل ثمانية أشهر. وقالت الفاو التي تتخذ من روما مقراً لها في بيان نشر على موقعها الإلكتروني أن المؤشر اقترب من 230 نقطة في مارس متراجعاً بنسبة 2,9 % عن الذروة التي بلغها في فبراير. لكنه ما زال أعلى ب37 % عن المستوى الذي كان عليه في مارس 2010. وأظهرت بيانات الفاو أمس أن مؤشر أسعار المواد الغذائية سجل في المتوسط 229.8 نقطة في مارس انخفاضاً من مستواه القياسي في فبراير والذي بلغ 236.8 نقطة. ويقيس المؤشر التغيرات الشهرية في أسعار سلة غذاء من الحبوب والبذور الزيتية ومنتجات الألبان واللحوم والسكر. و سجّل مؤشر "فاو" لأسعار الزيوت والدهون 19 نقطة، أي بهبوطٍ مقداره 7 % في مارس، فيما أوقف تسعة أشهر من الزيادات المتتالية. وبلغ متوسط مؤشر المنظمة "فاو" لسعر السكّر 372 نقطة في مارس، بانخفاضٍ مقداره 10 % عن المستويات المرتفعة السائدة من يناير وفبراير. أمّا مؤشر أسعار الألبان فسجّل 234 نقطة في مارس، أي بارتفاعٍ نسبته 1.9 % من فبراير وبما يعادل 37 % فوق المستوى السائد في غضون مارس 2010. وبالنسبة لمؤشر المنظمة "فاو" لأسعار اللحوم فجاء متضمِّناً 169 نقطة لشهر مارس، أي فيما يمثل تحرُّكاً ضئيلاً عن المستوى السائد في فبراير. وقال ديفيد هالام مدير إدارة التجارة الدولية والأسواق في المنظمة إن "تراجع المؤشر العام هذا الشهر يوقف إلى حد ما ارتفاعه المتواصل في الأشهر الثمانية السابقة". لكنه أضاف في الوقت نفسه أنه "سيكون من السابق لأوانه الحديث عن تغير في توجه" المؤشر إلى الارتفاع. وتابع "ننتظر المعلومات عن المحاصيل في الأسابيع المقبلة لنكون فكرة عن مستويات الإنتاج في المستقبل. لكن مستويات التخزين الضئيلة وانعكاسات الحوادث في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا على أسعار النفط وآثار الكارثة في اليابان كلها عوامل تساهم في تقلب الأسعار في الأشهر المقبلة". وسجل أكبر انخفاض في أسعار الزيوت والسكر تليها الحبوب. في المقابل ارتفعت أسعار الألبان واللحوم. فقد بدأت الأسعار بالتراجع تحت تأثير أحداث خارجة عن السوق مثل الشكوك الاقتصادية المتزايدة المرتبطة بالأوضاع في شمال أفريقيا وبعض أجزاء شرق آسيا، والزلزال والتسونامي اللذين ضربا اليابان، قبل أن تعوض خسائرها. وتراجعت أسعار الأرز نظرًا لتوفره في الدول المصدرة وركود الطلب. في حين توقعت مسؤولة كبيرة في منظمة الأمم المتحد للأغذية والزراعة (فاو) أمس ارتفاع أسعار الغذاء العالمية خلال الأسابيع القليلة المقبلة بعد تراجعها عن مستوياتها القياسية في مارس بينما يستمر نمو الطلب مع تراجع الإمدادات. وقالت كونسيبسيون كالبي كبيرة الاقتصاديين في الفاو "نعتقد أنه خلال الأسابيع القليلة المقبلة -وهناك بالفعل مؤشرات على ذلك - سترتفع الأسعار." وأضافت كالبي "من منظور العوامل الأساسية الطلب قوي للغاية.. وآفاق الإنتاج ليست وردية كما كان متوقعاً في وقت سابق من الموسم." وذكرت أن مجموعة من العوامل تقود الطلب القوي على الحبوب هي الطلب على الغذاء والعلف والوقود الحيوي بينما تتراجع المخزونات. وأردفت أن ارتفاع أسعار النفط سيدفع أسعار الغذاء للصعود إذ أنه يزيد تكلفة المنتجات الغذائية ويزيد الطلب على الوقود الحيوي الأمر الذي يرفع بدوره تكلفة السلع الغذائية.