زهرة يحيى.. ضحية جديدة لإهمال الأب لأبنائه وعدم شعوره بالمسؤولية تجاههم، فمأساة زهرة لا تتوقف عند حد رفض والدها استخراج أية أوراق رسمية ثبوتية لها ولإخوتها التسعة، مما أفقدها جنسيتها السعودية أمام كافة المصالح والجهات الحكومية، بل امتد ذلك الإهمال إلى ترك جسدها الهزيل فريسة لمرض السرطان دون علاج لأكثر من خمس سنوات. كانت زهرة دائماً تفاجأ برفض المستشفيات الحكومية ومستشفى الأورام بجدة استقبالها وتقديم العلاج لها بحجة أنها لا تحمل الهوية السعودية. كما رفضت تلك الجهات الأخذ بشهادة ميلادها كدليل إثبات على هويتها السعودية. وقد أدى تأخرعلاجها إلى استفحال المرض الخبيث وانتشار أورامه في جميع أنحاء جسدها دون أمل في الشفاء أو محاولة للعلاج، أو بارقة أمل في أن تمد يد العون لأسرة افترسها الجوع والفقر والحرمان. وفي تعليقه عن حالة زهرة قال مدير العلاقات العامة بالشؤون الصحية بجدة عبد الرحمن الصحفي: إن وزارة الصحة وجهت بعدم رفض علاج أي مريض شرط أن يثبت هويته السعودية، وأن يكون المريض يحمل مستنداً رسمياً مسجلاً بالأحوال المدنية، وهناك توجيه باستقبال أي حالة طارئة تصل للمستشفى وعلاجها بدون استثناء بغض النظر عن جنسيتها. وبنفس المنطق أكد مصدر في مستشفى الملك عبد العزيز للأورام(رفض ذكر اسمه) أن هناك قواعد للعلاج والمريضة "زهرة" لا تحمل شهادة ميلاد أصلية وتم توجيه الأم لتسجيل ابنتها في بطاقة الأب حتى يتسنى علاجها. ونعود لمأساة زهرة وأسرتها، فهناك في حي غليل بجدة وداخل منزل فقير يغلف البؤس والشقاء جدرانه من الداخل والخارج، تجلس أم زهرة "اليمنية الجنسية" تروي مأساتها في حزن وأسى. فقالت: إن الورم السرطاني بدأ في الظهور في جسد ابنتها منذ خمسة أعوام ولم نترك باباً إلا طرقناه دون جدوى، أو أمل في الغد. وتقول أم زهرة إن مأساتها ومعاناتها في الحياة بدأت قبل 31 عاماً عندما تزوجت من المواطن السعودي " يحيى. ش " وأنجبت له عشرة من البنين والبنات، حرمهم الفقر من التعليم وكان الأب يعمل في وظيفة عسكرية " وكيل رقيب "، ولم يستطع تسجيلهم في بطاقته العائلية، مما أفقدهم أبسط حقوقهم في الحياة. وعن مرض ابنتها تضيف الأم: قلبي ينفطر ألماً وحسرة وأنا أراها تقترب من الموت كل يوم عن سابقه مع انتشار الأورام السرطانية في كامل جسدها، لم نترك باباً إلا طرقناه ورفضت مستشفيات الحكومة التعاون معنا أو السماح بعلاج "زهرة"، ورفض مستشفى الأورام بجدة تسجيل الحالة أو علاجها والسبب أنها لا تحمل الهوية السعودية. وتشير أم زهرة إلى أنها كانت تبرز في كل مرة شهادة ميلاد ابنتها التي تثبت أنها سعودية ومن أب سعودي لكن دون جدوى، فلم يرق قلب المسؤولين في مستشفيات جدة لحالتها، ولم تجد وسيلة للقضاء على الأورام السرطانية التي تفشت بشكل واضح في جسمها. وتضيف يحيطنا الهم والقلق على حياة ابنتي، في حين أننا نحمل نتائج الأشعة التي حصلنا عليها بمساعدة فاعل خير، والتي تظهر بوضوح عناقيد الورم في اليدين والوجه والقدمين، وتؤكد أن وضع ابنتها حرج و"خطير" وتتطلب علاجاً كيمائياً بجرعات عالية على وجه السرعة لمنع انتشار الورم في الجسد. وتؤكد الأم أن بعض الأطباء نصحوها بعدم التدخل الجراحي لاحتمال حدوث انتكاسة للاستئصال الجزئي للورم، وأن الجراحة لن تضمن إزالته بعد تفشيه في كامل الجسم. وتأمل والدة " زهرة " في مساعدة الجهات المسؤولة لها لإثبات تسجيل ابنتها ببطاقة الأب كي تستطع تلقي العلاج قبل أن تنطفئ حياتها ويقتلها السرطان. من ناحية آخرى أفاد مصدر في مستشفى الملك عبد العزيز للأورام بجدة أن هناك قواعد للعلاج والمريضة لا تحمل شهادة ميلاد أصلية وتم توجيه الأم بتسجيل ابنتها في بطاقة الأب حتى يتسنى علاجها. وقال مديرالعلاقات العامة بالشؤون الصحية بجدة عبد الرحمن الصحفي إن وزارة الصحة وجهت بعدم رفض علاج أي مريض شرط أن يثبت هويته السعودية, وأن يكون المريض يحمل مستندا رسميا مسجلا بالأحوال المدنية، وهناك توجيه باستقبال أي حالة طارئة تصل للمستشفى وعلاجها بدون استثناء بغض النظر عن جنسيتها.