استبعدت دول مجموعة الثماني في ختام اجتماعاتها في باريس أمس، خيار تدخل عسكري لمساعدة الثوار ضد نظام معمر القذافي، مفضلة ترك القرار لمجلس الأمن الدولي. وحذر وزراء خارجية المجموعة القذافي من أنه سيواجه "عواقب وخيمة" إذا تجاهل الحقوق الأساسية لشعبه، لكنهم لم يصلوا إلى حد التوصية بإقامة منطقة حظر طيران. ودعا البيان الختامي مجلس الأمن إلى زيادة الضغط على القذافي كي يتنحى بما في ذلك من خلال الإجراءات الاقتصادية، لكنه لم يتضمن أي إشارة إلى دعوة الجامعة العربية لفرض منطقة حظر طيران فوق ليبيا. وفشلت فرنسا التي تتولى الرئاسة الدورية للمجموعة في إقناع شركائها بضرورة إعطاء ضوء أخضر من الأممالمتحدة لعمل عسكري في ليبيا. وأقر وزير الخارجية الفرنسي آلان جوبيه بأن "القذافي يسجل نقاطا" وأن الأسرة الدولية لن تتمكن من منعه من استعادة السيطرة على بنغازي. وقال "اليوم الإمكانات العسكرية ليست متوفرة لأن الأسرة الدولية قررت عدم الحصول عليها". وأضاف "لو لجأنا إلى القوة العسكرية الأسبوع الماضي لتعطيل عدد من مدارج الملاحة الجوية وعشرات الطائرات التي يملكها القذافي ربما لم يكن حصل هذا التحول في ميزان القوى لمصلحته ". وكان مجلس الأمن شهد أول من أمس انقساما مشابها للذي أفضت إليه قمة رؤساء دول وحكومات الاتحاد الأوروبي قبله بأسبوع. واعتبرت روسيا أن هناك "مسائل أساسية" يجب حلها قبل الدعوة إلى التصويت على نص يجيز اللجوء إلى القوة. كما أشارت ألمانيا إلى "أسئلة تنتظر الإجابة عليها" مفضلة الدعوة إلى المزيد من الضغوط السياسية والاقتصادية على نظام القذافي. وشددت اليابان على أن الحظر الجوي يتطلب "تبريرا". ولا تبدو الولاياتالمتحدة هي الأخرى متحمسة لفكرة عمل عسكري ضد القذافي. فقد أشارت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون في باريس إلى احتمال تقديم مساعدة سياسية واقتصادية للمعارضة الليبية، خلال لقائها المسؤول المكلف بالعلاقات الدولية للمجلس الانتقالي الليبي محمود جبريل أول من أمس. وطالب جبريل بتسليم الثوار أسلحة إلا أن كلينتون رفضت إعطاء وعد بتقديم مساعدة عسكرية للمعارضة، واكتفت بالقول إنها ستدرس هذه المسألة. من جهة أخرى، تعتزم مجموعة من زعماء الاتحاد الأفريقي بينهم رئيس جنوب أفريقيا جاكوب زوما السفر إلى ليبيا خلال أيام في إطار الجهود الرامية لإنهاء الأزمة هناك. وفي السياق نفسه، أرسلت وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي كاثرين أشتون بعثة إلى بنغازي معقل الثوار الليبيين في إطار الجهود للتعامل مع الأزمة الليبية، وفق ما أعلنت المتحدثة باسمها ماجا كوسيانسيتش أمس.