لا تزال أوراق الرضيعة "مارية" ذات السبعة أشهر التي كشفت تفاصيلها "الوطن" أمس تدور في حلقة مفرغة ما بين لجنة الحماية في مركز التأهيل الشامل ومستشفى الأطفال بالطائف؛ في الوقت الذي لا تزال فيه "مارية" ترقد في قسم العناية المركزة وحالتها بين الحياة والموت بسبب إصابتها بنزيف داخلي، بينما الشرطة غائبة تماماً عما يجري؛ إذ لم تتبلغ حتى يوم أمس عن حالة الطفلة. وعلى الرغم من تسلم لجنة الحماية في التأهيل الشامل لملف الطفلة بعد إحالتها من قبل المستشفى الذي وثق الحالة في سجلاته بأنها "عنف أسري" وأصدر تقريره المبدئي بذلك، وقام بإبلاغ مركز الأمان الأسري بالرياض عن الحالة، إلا أن اللجنة لم تبلغ الشرطة كي تقوم بالتحقيق في الحادثة والتأكد من إدعاءات والد الطفلة حول أسباب إصابتها. ونفى كل من مدير شرطة محافظة الخرمة العقيد عبد الرحيم الطلحي تلقي أي بلاغ عن الحالة، كما نفى الناطق الإعلامي لإدارة شرطة الطائف الرائد تركي بن ظافر الشهري تلقي شرطة الطائف أي بلاغ عن حالة الطفلة. وعلمت "الوطن" أن لجنة الحماية بمركز التأهيل الشامل التقت بوالد الطفلة والذي يعمل أكاديميا في فرع جامعة الطائف بمحافظة الخرمة، وأنه أشار إلى أن سبب إصابة الطفلة هو سقوطها من يد شقيقتها، بينما سبق وأن ذكر لأطباء المستشفى رواية مخالفة، وتجري اللجنة حاليا تحقيقات مع أفراد الأسرة للوصول إلى قرائن تثبت تعرض الطفلة لعنف أسري. من جهته قال الناطق الإعلامي في إدارة الشؤون الصحية بالطائف سعيد بن عبد الله الزهراني إن الطفلة ترقد في قسم العناية المركزة في مستشفى الأطفال بالطائف في غيبوبة تامة وتحت جهاز التنفس الصناعي نتيجة تعرضها لنزيف في المخ، مشيرا إلى أنها تعاني من كسور وحروق وقد تم إبلاغ الجهات المختصة بذلك لإكمال اللازم وفق الاختصاص. من جهتها قالت المشرفة على القسم النسائي بهيئة حقوق الإنسان بمنطقة مكةالمكرمة الدكتورة فتحية القرشي إن الهيئة تابعت حالة الطفلة واتضح أن أوراقها لدى لجنة الحماية وهي بانتظار التقرير الطبي الذي يحدد أسباب الإصابة ومن ثم يبنى عليه في التعامل مع القضية، وذكرت أن الهيئة ستقوم بزيارة منزل الطفلة والوقوف على ملابسات الحادثة.