أكد رئيس المركز السعودي للدراسات الاسترايجية الأمير فيصل بن تركي الفيصل أن التحديات التي تواجه البلديات عديدة ومن أبرزها الطلب المتزايد على الطاقة والمياه والغذاء، مشيرا في هذا السياق إلى أن مطالب الشباب بتوفير فرص العمل كبيرة. وتساءل الأمير فيصل في كلمته خلال جلسات مؤتمر العمل البلدي الخليجي المنعقد في الرياض أمس عن إمكانية الاستفادة من تجارب الأجداد في بناء المدن القديمة التي كانت معدة للسكن المستدام، مضيفا أنهم كانوا في السابق يبتعدون عن مجاري السيول وبطون الأودية، مطالبا في الوقت نفسه بالاستفادة من التجارب العالمية والخبرات وتدريب خبرات شبابية لبناء مدن مستدامة، تتوفر فيها فرص عمل حقيقية للأجيال، إضافة إلى وضع سياسات للتخطيط والمواصلات في المدن الخليجية، وتقييم هذه السياسات لتكون أساسية في رفع مستوى الأداء. من جانبه، أكد أمين المدينةالمنورة المهندس عبدالعزيز الحصين أن التجربة البلدية في المملكة لم تنضج وتحتاج الى وقت لتصل إلى مصاف المدن العالمية، مضيفاً أن الطفرة أضاعت الهوية في المدن الخليجية، فالعادات في اللباس- على سبيل المثال- سيأتي يوم ولا يلبس الملابس الحالية للخليجيين إلا كبار السن، نظرا لضياع الهوية في تطور الأحداث وتسارعها. ودعا الحصين إلى وضع أسس للتنمية المستدامة، لأن بعض المدن الخليجية ستعاني من التوسع غير المدروس وتوفير البيئة المبدعة التي تولد الفرص وتزيد مستوى الدخل، متهماً المدن الخليجية بأنها أكثر مدن العالم في كمية انبعاثات الكربون بسبب الامتداد غير المنظم والمرشد وبلا دراسات تضع المشكلات في الحسبان. ووصف التوسع السريع في المدن الخليجية الذي يصل أحيانا الى 6% بأنه لا يواكبه تقديم خدمات، وأنه يسبب مشكلات مستقبلية، ووصفها بأنها لا تتبنى الأفكار الإبداعية مثل ماهو موجود في مدينة برشلونة وغيرها. وطالب الحصين بوضع دراسات لتوزيع السلطات تحدد من يتخذ القرار على كافة الأصعدة، مع ضرورة نشر ثقافة الحكم المحلي في المجتمعات الخليجية للوصول بالمجالس البلدية إلى المستوى المأمول منها. من جهة أخرى، أكد عضو المجلس البلدي في سراة عبيدة محمد القحطاني في تصريحه إلى "الوطن" وجود فجوة بين المجالس البلدية والأمانات، مشيراً إلى أن الأمانات أحيانا تستجيب لمطالب المجالس، وأحيانا أخرى ترفعها إلى وزارة الشؤون البلدية والقروية، فيما هاجم رئيس المجلس البلدي بعسير الدكتور سعد عثمان أعضاء المجالس البلدية المستقيلين. وقال "ليس للعضو الحق في الهروب من المسؤولية ولا الاستقالة، ويجب أن يتحمل العضو المسؤولية ويواجهها"، مضيفا أن بعض الذين استقالوا ليس لديهم ما يقدمونه ففضلوا التراجع. وقال إن المجلس البلدي لم يكشف فسادا في عسير، ولكنه صحح عدة مسارات. وتابع "لم نتصادم مع البلدية وخلافاتنا معهم عملية من أجل رفع مستوى الأداء وتطوير العمل". على الصعيد ذاته، كشف وكيل الرئيس العام لشؤون البيئة في الرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة الدكتور سمير غازي عن تشكيل لجنة وطنية مع الجهات ذات العلاقة للحد من الكوارث في المملكة، مضيفاً في تصريح على هامش مشاركته في الفعاليات، أن اللجنة ستعمل على إدارة الكوارث والاستجابة لها، علاوة على عملها لإعادة تأهيل المناطق التي قد تضرر بالكوارث. وبين أن هناك جهودا داخلية لمتابعة متغيرات المناخ، ولاسيما أن المملكة تعتبر رائدة في مجموعة الدول العربية ومنظمة العالم الإسلامي، في متابعة أحوال المناخ ومتغيراتها. وفي سؤال حول رؤيته للمتغيرات المناخية التي تحيط بالمملكة، قال غازي: من الجيد الاهتمام بها، ولاسيما أن المملكة شاركت في اجتماعات الدول الأطراف الموقعة على اتفاقية الأممالمتحدة لتغيرات المناخ وبرتوكول كيوتو، لافتا إلى أنه كان هناك تركيز في السنوات الماضية على المفاوضات ومواجهة التحديات والإجراءات المتخذة من الدول الأطراف، ودعا إلى وجود خط متواز لمعرفة التغيرات المناخية على المملكة ومحاولة التصدي لها والاستراتيجيات وادماج هذا البعد في خطط التنمية.