أراد القدر أن أذهب إلى أبها لتوقيع عقد وظيفة تعليمية التي تعطي رواتبها بدقائق الساعة، كنت أحتاج مقعدا واحدا فقط ذهابا لشخصين دون عودة! بعد محاولات مع أحد المكاتب السياحية التي أشفقت على حالنا الوقتي ومستقبلنا الوظيفي، فأعطى لنا مقعدين صباحا وعودة (انتظار) الثانية ليلا في نفس اليوم. الانتظار كان 2 ليلا حضرنا قبلها بساعتين لردع أي عذر أقبح من ذنب، وسجلنا الأسماء في كشف الطرد الجوي، أتى الشخص المعقود عليه أمل الطيران الذي همش الكشف ورمى به، طار شخص واحد فقط وعدنا نجر أذيال الحسرة, أتت بعدها رحلة لمدينة جدة بساعة، ذهبت لأسأل الموظف عن إمكانية التسجيل لها في قائمة الانتظار قال "الاثنتان طارت سوا" ذهبت للبوابات التي تؤدي إلى الطائرة مباشرة، كنا تقريباً 7 أشخاص، شخص واحد فقط طلع للطائرة "واسطة طبعاً" لأن الموظف ناداه بالاسم حرفياً وعدنا للمرة الثانية نجرّ أذيال الحسرة. عدنا الساعة السادسة صباحاً.. المطار مزدحم والحقائب في كل حدب وصوب.. الكل يريد جدة! سمعت "السوبر فايزر" يهمس لموظفيه "جدة close"!! من الضروري جداً في هذه المواقف أن تعمل نفسك كأنك لم تسمع، أخبرونا أن هناك رحلة الساعة 3 ظهراً وطلبوا الحضور الساعة 11، انتظرنا قليلاً من هول الصدمة، بعد ساعتين وبعد إقلاع الطائرة سمعنا منادياً يقول "جدة.. جدة.. تسجيل"! توجّهنا بسرعة للموظف قائلاً: "فيه احتمال نطلعكم على رحلة الطائف ومن ثم جدة"، أتى الشخص الذي نعرفه وعندما أراد أن يسجلنا أتى سوبر فايزر الانتظار مسرعاً تجاه الموظف الذي أراد تسجيلنا قائلاً بلغة التهديد "والله ما تسجّلهم.. والله ما تسجّلهم!!" ليه ؟ قال: بس! انفجر صاحبي غضباً "يا أخي لا تعقدها لو عارف بظرفنا ما قلت هالكلام" الرد: طناش! تحايل الموظف المسكين لإعطائنا "بطاقة صعود الطائرة" دون فائدة وبعد انتظار وأرقام وُزّعت قبل وصول رقمنا برقمين فقط.. قالوا: خلاص، وبعد أن ذهب المسافرون وبقيت أنا وصاحبي المكلوم.. أتى السوبر فايزر وقال: "تفضلا" ومنحنا بطاقتي صعود الطائرة! وقتها فرحنا فرحة لا توصف.