كشفت مصادر فلسطينية عن مساع تجري بعيدا عن الأضواء في محاولة لإقناع حركة حماس بالقبول بالمشاركة في حكومة وحدة وطنية على الأسس التي وضعها رئيس الوزراء المكلف سلام فياض. وتقضي الأسس بتشكيل حكومة واحدة في الضفة الغربيةوغزة مع ترسيم الوضع الأمني في كل من الضفة وغزة. وفسرت مصادر تأخير الإعلان عن الحكومة الفلسطينيةالجديدة بانتظار نتائج هذه الجهود دون أن يكون واضحا تأثير التعديل الحكومي الذي أعلنه رئيس الوزراء في الحكومة المقالة إسماعيل هنية على هذه الجهود. وتشير تقديرات إلى أن الأسبوع المقبل سيكون حاسما بالنسبة لإمكانية تشكيل حكومة وحدة وطنية. إلى ذلك شارك الآلاف من مختلف الفصائل الفلسطينية ومنظمات المجتمع المدني في مسيرة تقدمها عدد من قادة الفصائل، انطلقت في غزة عقب صلاة الجمعة للمطالبة بإنهاء الانقسام وفك الحصار والحفاظ على الثوابت. وحمل المشاركون الذين انطلقوا من ميدان فلسطين وتجمعوا في ساحة المجلس التشريعي شعارات تطالب بإنهاء الانقسام وطرد الاحتلال، ورفعوا الأعلام الفلسطينية في ظل غياب الرايات الفصائلية. وأكدت الفصائل المشاركة في كلمة موجهة للشعب الفلسطيني على أهمية إنهاء الانقسام "الضار بالثوابت وبوحدة الشعب الفلسطيني في ظل تمسكها بحقها في المقاومة وعلى قاعدة الوحدة المبنية على أساس الإجماع والتوافق الذي يكفل استعادة حقوق الشعب الفلسطيني، وفي مقدمتها حق العودة وتقرير المصير". واعتبرت القوى أن منظمة التحرير الفلسطينية هي بيت لكل الفلسطينيين أينما تواجدوا ولكل فلسطيني الحق أن يكون عضوا فيها وأن يشارك في صياغة ميثاقها بالشكل الذي يعكس الاجتماع الوطني حول كل القضايا والثوابت. وشددت على أن الضفة وقطاع غزة جزء من أرض فلسطين الواحدة، والشعب الفلسطيني فيها جزء من الشعب الفلسطيني في كل أماكن تواجده، وأن إنهاء الانقسام فيها واجب وطني لا بد من السعي لتحقيقه. ودعت الفصائل إلى رفع الحصار الظالم وتفعيل دور الشباب في المجتمع والقضية بما يتناسب مع تضحياته، واستثمار طاقات المرأة بما يشكل رافدا حيويا لمسيرة البناء والتحرير. من جانب آخر، وكما كان متوقعا فقد رضخت اللجنة الرباعية الدولية لضغوط الولاياتالمتحدة وصادقت على تأجيل اجتماعها لمدة شهر والذي كان مقررا في 15 من الشهر الجاري في باريس، وذلك انتظارا للمبادرة التي يعكف عليها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بشأن الدولة ذات الحدود الموقتة التي أعلن الفلسطينيون مسبقا رفضهم لها. وذكرت مصادر مطلعة أن الرئيس الإسرائيلي شمعون بيريز سيحمل معه في زيارته المرتقبة إلى الولاياتالمتحدة مبادرة لإطلاق المفاوضات على جميع المسارات الفلسطينية والسورية واللبنانية مع إسرائيل، دون أن يكون واضحا ما إذا كانت الولاياتالمتحدة ستقبل هذه المبادرة.