انتشرت القوات المسلحة اليمنية أمس حول القصر الرئاسي وأمام جامعة صنعاء حيث يعتصم المحتجون المناهضون للنظام، في إطار ما سمي ب "غضب الثلاثاء". وتعد هذه المرة الأولى التي يظهر فيها الجيش في شوارع صنعاء منذ اندلاع المظاهرات منتصف فبراير الماضي. كما نشرت السلطات اليمنية في صنعاء وعدن مزيداً من قواتها المزودة بالهراوات والعصي الكهربائية وأدوات مكافحة الشغب لمواجهة تطورات الأوضاع في البلاد. وشملت التعزيزات فرض حماية على كافة الوزارات والمصالح الحكومية التي نصبت عند بوابات معظمها حواجز أسمنتية وسواتر ترابية. وشهدت منطقة التحرير وسط صنعاء تظاهرة مؤيدة للنظام نظمها معتصمون يطالبون بإنهاء الأزمة القائمة في البلاد والاحتكام لمبادرة الرئيس صالح الأخيرة. ورغم الطقس الممطر الذي تشهده صنعاء منذ فجر الاثنين، إلا أن ساحة جامعة صنعاء امتلأت بالمعتصمين الذين بدؤوا بالتوافد من أكثر من منطقة، كما تزايدت أعداد الخيام التي نصبت في الساحة، إضافة إلى حضور نسائي لافت. وفي عدن كثفت قوات الأمن تواجدها في مداخل ومخارج المدينة، وانتشرت في مديريات المحافظة بشكل كثيف عناصر الشرطة العسكرية وقوات الأمن والجيش على خلفية دعوة المعارضة "اللقاء المشترك" للخروج في مسيرات حاشدة باتجاه ساحة العروض بمديرية خورمكسر. وتزامنت هذه الخطوة مع استمرار التظاهرات والاعتصامات في مناطق مختلفة من المدينة، فيما شهدت مديريتا المنصورة وخور مكسر أمس أعمال تخريب قامت بها عناصر مجهولة مدججة بالأسلحة الآلية. وفشل حزب المؤتمر الشعبي العام الحاكم في تنظيم مسيرات مؤيدة له بعدن بعد رفض المناصرين الخروج بسبب الأحداث الدموية التي شهدتها المحافظة، وتخوفا من مصادمات مع المحتجين. وعمد مناوئو النظام إلى إفراغ المدارس من الطلاب حتى لا يجبروا على الخروج في المسيرات المؤيدة للنظام، فيما قالت مصادر حكومية إن المحتجين يرغمون الطلاب على الخروج والانضمام إلى المعتصمين.وشهدت مدن عتق بمحافظة شبوة (جنوب) وإب (وسط) مسيرات حاشدة . إلى ذلك أ دان مصدر مسؤول في الأمانة العامة لحزب المؤتمر الشعبي العام الحاكم ما يقوم به المتمردون الحوثيون من انتهاكات بحق المواطنين وأعضاء المؤتمر الشعبي العام بمحافظة صعدة. وأشار إلى أن الحوثيين يقومون بأعمال تقطع لقيادة المؤتمر ومنعهم من السفر إلى صنعاء واختطافهم إلى منطقة ضحيان، معتبراً هذه الانتهاكات مؤشراً خطيراً لاستمرار الحوثيين في الخروقات وعدم التزامهم بجهود إحلال السلام في صعدة. وطالب الحزب باتخاذ الإجراءات الكفيلة بحماية أمن المواطنين وحرية تنقلهم من وإلى المحافظة وملاحقة من يقومون بأعمال التقطع واختطاف الناس.