حرص رئيس الوزراء المصري المكلف بتشكيل الحكومة الانتقالية الدكتور عصام شرف على الالتحام بعشرات الآلاف من المتظاهرين في ميدان التحرير، فيما سمي ب "جمعة الإصرار" أمس معتبرا أنه يستمد شرعيته من الشعب وتكليفه من المجلس الأعلى للقوات المسلحة. وتدفق نحو 150 ألف شخص إلى الميدان للمشاركة فى المسيرة التي دعا إليها ائتلاف الثورة والحركات السياسية للاحتفال بما حققته الثورة. وتعد مشاركة شرف سابقة هي الأولى من نوعها لرئيس وزراء يتواجد وسط الآلاف من أبناء الشعب المصري وجاء ذلك استجابة لمطالب الملايين من أهالي وطنه، وألقى شرف كلمة دعا خلالها إلى التكاتف لإعادة بناء البلاد وفض الاعتصام مؤكدا على مواقفه الداعمة للثورة، ووعد بالعمل لتحقيق مطالب الثورة المتبقية من محاسبة الفاسدين والمسؤولين عن عمليات القتل والتعذيب بحق المواطنين. وأعرب المنسق السابق لحركة كفاية جورج إسحاق عن رضاه لاستقالة حكومة أحمد شفيق، ورحب بتشكيل شرف للحكومة الجديدة، وفي الوقت نفسه شدد على أن الحركة الوطنية لا تعطي تفويضا على بياض، مشيرا إلى متابعة ما ستقدمه الحكومة من إصلاحات من قبل القوى الوطنية. كما شهد الميدان حضور نائب المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين خيرت الشاطر، بعد ساعات قليلة من الإفراج عنه، لأداء صلاة الجمعة. وألقى الشاطر كلمة شدد فيها على ضرورة المضي في الاعتصام حتى تكتمل الثورة بتحقيق جميع المطالب. ووجه الشاطر تحية لكل من شارك فى الثورة ولشهدائها، كما وجه تحية إلى الجيش المصري على دوره الوطني المتمثل فى انحيازه للثورة، داعياً أبناء الشعب للتكاتف والتعاون لخدمة الوطن. من جانبه دعا إمام مسجد عمر مكرم بميدان التحرير الشيخ مظهر شاهين الذي أم المصلين في صلاة الجمعة، عموم الشعب إلى ضرورة تعليق الاعتصام المفتوح في الميدان إلى أجل غير مسمى سعياً للنهوض بالاقتصاد المصري خاصة بعد تنفيذ المطلب بإقالة شفيق. وطالب المجلس الأعلى للقوات المسلحة بتحديد جدول زمني للاستجابة لباقي المطالب. بينما قرر بعض المتظاهرين عدم ترك الميدان إلا بعد تحقيق مطالبهم المتمثلة في محاكمة أحمد شفيق عن أحداث الأربعاء الدامي أو موقعة الجمل كما يطلق عليها التي حدثت في 2 فبراير الماضي وأسفرت عن مقتل 12 شخصا وجرح المئات، كما طالبوا بتفكيك جهاز أمن الدولة، ومحاسبة رجال الشرطة قبل عودتهم للشوارع، وإجراء الانتخابات.