وضع ملك البحرين حمد بن عيسى آل خليفة الكرة في ملعب القوى السياسية المعارضة بعد قرار الإفراج عن 100 من السجناء، بينهم 23 ناشطا شيعيا. وقال في اجتماع ضم كبار مسؤولي الدولة "نقول للجميع إن الميادين العامة ليست المكان المناسب للحوار الوطني، إنما المناسب هو الجلوس على طاولة الحوار الوطني الذي تبناه ولي العهد. ونأمل من كل أصحاب الحكمة والرأي الإدلاء بآرائهم الوطنية المطلوبة في هذه المرحلة لتهدئة النفوس والجلوس على طاولة الحوار الوطني المثمر". وفيما يتمسك المعتصمون في دوار اللؤلؤة بقلب العاصمة المنامة بمطلبهم باستقالة فورية للحكومة، توافد ولليوم الثالث على التوالي مواطنون لقصر رئيس الوزراء الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة لتأييد بقائه والتضامن معه. وأبلغ الأمير خليفة المعتصمين أن "وحدة أبناء البحرين وتماسكهم هي الإطار الضامن لحماية الوطن من أي تأثير على ما تحقق من منجزات اقتصادية وتنموية". سياسيا، اجتمعت الجمعيات السبع المعارضة أمس، وقررّت إعلان موقفها الجديد من التطورات في المشهد المتسارع، معلنة عن "استعدادها للقاء مع جميع القوى السياسية الشعبية التي خرجت منها دعوات لإصلاحات جوهرية في النظام السياسي، مثل تلك التي جاءت في خطبة فضيلة الشيخ عبداللطيف المحمود في التجمع الجماهيري الكبير بمسجد الفاتح"، في إشارة لتجمع الوحدة الوطنية الذي يقوده المحمود مع زعامات سنية. وأكدت الجمعيات حرصها على تأمين أكبر قدر من الإجماع بين القوى والجمعيات السياسية والتجمعات الشبابية المختلفة المشاركة في الاعتصام بدوار اللؤلؤة والتشاور حول رؤية مشتركة تجمع جميع الأطراف المشاركة والمؤيدة لهذه الانتفاضة الشعبية. والجمعيات السبع هي التجمع القومي الديموقراطي (بعثيون)، والمنبر الديموقراطي التقدمي (يسار)، والإخاء الوطني (إسلاميون وليبراليون من أصول فارسية)، والتجمع الوطني الديموقراطي (قوميون)، والعمل الإسلامي (شيعة من أنصار الشيرازي)، والوفاق الوطني الإسلامية (التيار الرئيسي في وسط الشيعة)، والعمل الوطني الديموقراطي (ليبراليون). إلى ذلك، جدّد رئيس مجلس النواب البحريني خليفة الظهراني دعوته لنواب كتلة الوفاق البرلمانية (المعارضة التي أعلنت استقالتها احتجاجا على الأحداث المؤسفة وتحوز 18 مقعدا من أصل 40 مقعدا بالمجلس) للعدول عن قرار استقالتهم. وفي موضوع آخر، أعلن النائب المستقل عادل العسومي تعليق حضوره جلسات المجلس احتجاجا على أسلوب إدارة الرئاسة للمجلس. وحضرت "الوطن" التحركات السلمية التي شهدتها المنامة والتقت بمواطنين في دوار اللؤلؤة وفي مسجد الفاتح. وقال المواطن يوسف السالم "نحن فداء للوطن والملك وننبذ الطائفية ونساند الحكومة في كل خطوة وكل قرار فيه إصلاح للوطن". وقال محمد الرويعي "أهنئ الشعب الطيب بالحكومة الطيبة ونحن في البحرين شعب واحد ولن تفرقنا الطائفية ولا الدخلاء من الخارج". ودعت إحدى المواطنات التي شاركت في تجمع مسجد الفاتح إلى نبذ ما يزعزع أمن البحرين وأن "يقوم المتظاهرون بممارسة حق الاعتراض بطرق شرعية وسلمية".