اعتبر أستاذ التاريخ بجامعة الملك خالد الدكتور أحمد بن يحيى آل فايع كتاب "نفح العود في سيرة دولة الشريف حمود" الذي ألفه عبدالرحمن بن أحمد البهكلي مصدرا مهما من مصادر تاريخ الدولة السعودية الأولى، مشيرا إلى أنه يعد أهم مصدر كتب عن عسير في عهد الدولة السعودية الأولى لاسيما في فترة الأمير عبدالوهاب بن عامر المتحمي، وأن البهكلي تفرد بكثير من المعلومات المهمة في الكتاب. وقال آل فايع خلال المحاضرة التي ألقاها مساء الأربعاء بمقر نادي جازان الأدبي بعنوان عبدالرحمن بن أحمد البهكلي من مؤرخي الدولة السعودية الأولى وأدارها الدكتور علي بن حسين الصميلي: تأتي أهمية الكتاب من كونه يؤرخ لفترة تحول كبيرة في أحداث الجزيرة العربية بصفة عامة والمخلاف السليماني بصفة خاصة، ذلك التحول الذي أحدث قيام الدولة السعودية الأولى في وسط الجزيرة العربية ومن ثم توسعها وسيطرتها على معظم أنحاء الجزيرة، كما تنبع أهميته من خلال تفرده وتناوله لكثير من أحداث تاريخ الدولة السعودية الأولى وامتدادها إلى جنوب غرب الجزيرة العربية والتي ما كان يمكن التعرف على الكثير منها والاطلاع عليها لو لم يدونها هذا المؤرخ الكبير لاسيما فيما يتعلق بالشريف حمود بن محمد الخيراتي (أبو مسمار) وعلاقته بوسط الجزيرة العربية وبقوى الجوار في عسير والحجاز، وفيما يتعلق بأحداث التوسع السعودي داخل اليمن, كما تنبع أهمية الكتاب من معاصرة مؤلفه للأحداث وسعة اطلاعه ومعرفته بالمواقع الجغرافية والأنساب والقبائل، ولأنه من المؤرخين الثقات، حيث تميز بحسب المحاضر بحرصه على الدقة في إيراد المعلومات وتثبته من مصادره عند الكتابة وبعده عن التعصب وحرصه على الحيادية. وكان آل فايع قد بدأ محاضرته بالحديث عن الشيخ البهكلي وذكر أنه ينتسب إلى أسرة علمية اشتهرت بتوارث رجالاتها للعلم خلال القرون الماضية وأسهموا في إيقاظ الحركة العلمية والفكرية في المخلاف السليماني وأطلق عليهم في بعض الفترات التاريخية (القضاة البهكليون) وأضاف: أن كتابة وتدوين التاريخ سمة اشتهرت بها أسرة آل البهكلي خلال القرنين الثاني عشر والثالث عشر الهجريين إلى جانب اشتهارها بالعمل القضائي من إدراكهم لأهمية التدوين التاريخي خلال تلك الحقبة الزمنية التي قل فيها التدوين التاريخي في كثير من مناطق شبه الجزيرة العربية إذا ما استثنينا الحجاز واليمن. وأشار آل فايع إلى أن أسلوب البهكلي في الكتابة قد تأثر بأسلوب عصره وهو الأسلوب الذي يميل إلى السجع والاهتمام باللفظ على حساب المضمون العلمي والدقة في سرد الأحداث التاريخية وتلك الطريقة اكتسبها من أساتذته وشيوخه ومنهم العلامة الشيخ محمد بن علي الشوكاني.