افتتح بمتحف فان جوخ في أمستردام أول من أمس معرض خاص للفنان الإسباني بيكاسو، يضم 70 لوحة تمثل مرحلة " الضباب الوردي " لبيكاسو كما يطلق عليها في أوروبا ، وهي المرحلة التي تمثل فنه في سنوات شبابه عندما كان عمره 19 عاما في الفترة من 1900 1907 . وتمثل مرحلة الضباب الوردي لوحات حالمة لبيكاسو يظهر معظمها فتيات صغيرات حسناوات، أو لوحات للطيور، أو الراقصات الرشيقات ، والمقاهي الحية ، ومشاهد الحب وغيرها مما تحويه طبيعة الحياة، وهي فترة تأثر فيها بيكاسو بكبار الفنانين العالميين وبخطوطهم، كالهولندي فان جوخ، وبول سيران، بول جوجان، هنري تي تولوز ، وفي تلك المرحلة كان بيكاسو قد قدم من برشلونة ليعيش فترة في باريس، وسميت تلك المرحلة الفنية بالضباب، لأن شخصية بيكاسو الفنية لم تكن قد نضجت أو اتضحت بعد ، أما لفظة الوردي ، فهي مستوحاة من الألوان الوردية الحالمة التي هيمنت على لوحاته حينئذ. وانتهت الفترة الضبابية الوردية عندما توفي الصديق المقرب لبيكاسو، ليبدأ بعدها المرحلة " الزرقاء " والتي أفرز فيها خياله رسومات تتسم بالكآبة والوحشة ، سواء في خطوطها ومعانيها ، أو في ألوانها القاتمة ، وهي فترة رغم قساوتها، اتسمت بالنضج الفني لبيكاسو، حيث بدأ خلالها الاستقلال عن التأثر بالمعطيات الفنية المحيطة به من الفنانين العالميين ، ووصنع لنفسه مدرسة وقالبا فنيا خاصا، وصل به إلى الشهرة والعالمية. ومن أبرز اللوحات بالمعرض لوحة تضم ثلاث فتيات صغيرات ، يقال إنهن هولنديات ، رسمهن بيكاسو إبان زيارة له لهولندا عام 1905 ، ويستمر معرض بيكاسو في ضيافة متحف فان جوخ الهولندي حتى موعد انتقاله إلى باريس في 29 مايو المقبل.