سقط قتيلان وعدد من الجرحى في صدامات وقعت بين قوات الأمن ومطالبين بإسقاط النظام في عدة مناطق باليمن بينها العاصمة صنعاء وعدن كبرى مدن جنوب البلاد، وذلك خلال التظاهرات المستمرة لليوم السادس على التوالي. وفي غضون ذلك تعالت أصوات من داخل حزب المؤتمر الشعبي العام الحاكم بضرورة تغيير طريقة النظام لمعالجة الأوضاع القائمة. وفي صنعاء وقعت مواجهات بين المطالبين بتغيير النظام وأنصار الحزب الحاكم ما أدى إلى إصابة العديد من الأشخاص. وكان أكثر من ألف طالب قد تظاهروا داخل الحرم الجامعي بتنظيم من الاتحاد العام لطلاب اليمن، وتمركزوا أمام مبنى رئاسة الجامعة مرددين هتافات تطالب بإصلاح الوضع الجامعي وتبديل الحراسة العسكرية بأخرى مدنية قبل أن يخرجوا للمشاركة في مسيرة شارك فيها المئات في شارع الستين. وطالب المتظاهرون الرئيس علي عبدالله صالح بالتنحي، إلا أن قوات مكافحة الشغب حاصرتهم ومنعتهم من التقدم باتجاه القصر الرئاسي باستخدام الهراوات، حيث أصيب بعضهم بجروح. وفي عدن قتل متظاهران وأصيب ثلاثة آخرون بجروح في مواجهات بين قوات الأمن ومتظاهرين ضد الحكومة. وفضت قوات الأمن بالقوة اعتصاما شبابيا في منطقة المنصورة بالمدينة نظم وسط ميدان عام. وتوافد المئات من أبناء المنطقة إلى موقع الاعتصام عند محطة نقل الركاب الذي دعا له شباب وناشطون عبر الإنترنت الاثنين الماضي. وفي تعز جنوبا انضم الآلاف من أبناء المحافظة إلى المعتصمين منذ ستة أيام في محطة صافر والمطالبين بتنحي الرئيس صالح عن الحكم. وانضم المتمردون الحوثيون إلى قائمة المطالبين بتغيير النظام القائم، حيث طالب زعيم الحركة عبدالملك الحوثي السلطة "بسرعة الرحيل من البلاد". واعتبر أن "يوم السلطة اليمنية ليس ببعيد عن ما حدث في مصر وتونس". وأعلن بعض الموظفين في المرافق الحكومية شكل العصيان المدني للتعبير عن مطالبهم، حيث اعتصم المئات من موظفي شركة الخطوط الجوية اليمنية في ساحة مبنى الشركة في صنعاء للمطالبة بتحسين أوضاعهم المعيشية وزيادة مرتباتهم.. وفي عدن نفذ المئات من عمال شركة النفط اليمنية ومؤسسة المياه والصرف الصحي ومستشفى الجمهورية اعتصامات للمطالبة بإيقاف قيادة تلك المؤسسات الحكومية ومحاسبة المتورطين بقضايا فساد فيها. كما اعتصم نحو 60 شخصا من الشباب العاطلين عن العمل بمنطقة التواهي أمام تلفزيون عدن رافعين لافتات وشعارات تندد بالوساطة والمحسوبية في التوظيف، ويطالبون بمنحهم فرصا متساوية للعمل. وفي غضون ذلك تزايدت الأصوات المعارضة من داخل حزب المؤتمر الشعبي العام، المعارضة للطريقة التي تدير فيها السلطة معالجة الأوضاع في البلاد. وطالب نواب في الحزب الحكومة بجدول زمني لرفع الخيام ومظاهر التجمهر من ميدان التحرير وسط العاصمة. وقال النائب في الحزب عبده بشر في جلسة البرلمان أمس: إن ما يحصل في ميدان التحرير "عيب ولا يشرفهم كمؤتمر وحزب حاكم". وحذر النائب علي المعمري من اللعب بالورقة المناطقية. مشيرا إلى أن اللعب بهذه الورقة سيحرق كل من يلعب بها، كما أكد أن اليمن يمر بمرحلة استثنائية تتطلب من مجلس النواب أن يكون استثنائيا بما يتوافق مع المرحلة الحالية. واستنكر رئيس البرلمان يحيى الراعي مثل هذه التصرفات قائلا: إن التظاهر للحزب الحاكم في ميدان التحرير هو من أجل الضغط على المعارضة للعودة إلى الحوار. من جانبه قال النائب عبدالعزيز جباري: إنه لم يحصل في الدنيا أن نظاما يخرج للتظاهر والمطالبة بسقوط المعارضة إلا في اليمن.