لم تكن حصص مادتي التاريخ والجغرافيا في جميع مراحلها الدراسية تعتمد في شرح دروسها واستخدامها الوسائل التعليمية إلا على خريطة ورقية (أشبه بالصورة الجامدة) المعروفة لجميع الطلاب، وكذلك استخدام طريقة السرد من قبل المعلم فقط في الشرح، وهو ما يتسبب في ملل كثير من الطلاب داخل الحصة، إلا أن ذلك تغير في حصص مادتي التاريخ والجغرافيا في ثانوية الملك خالد في الهفوف، حيث استطاع المعلم في المدرسة إدخال عنصر التشويق خلال عرض الدروس، وذلك بعد تطبيق خرائط رقمية ثلاثية الأبعاد للأماكن الجغرافية، والتاريخية بصور بانورامية بزاوية كاملة تصل إلى 360ْ، واستخدام طرق شرح حديثة. هذا التغير هو ثمرة برنامج تعليمي تجريبي، شرعت فيه ثانوية الملك خالد للبنين في الهفوف التابعة لمحافظة الأحساء، وقال المشرف على التجربة المعلم محمد بن جربوع الدعجاني إن استخدام جوجل إيرث Google earth في تدريس مادتي التاريخ والجغرافيا، هو دليل يؤكد استخدام التكنولوجيا في التعليم ويدخل ضمن نطاق الوسائل التعليمية. وأضاف الدعجاني، خلال عرض تجربته، منتصف الأسبوع الحالي أمام المدير العام للتربية والتعليم للبنين في الأحساء أحمد بن محمد بالغنيم، وعدد من مديري الإدارات والوحدات والمشرفين التربويين في الإدارة، خلال لقاء النخبة ال 17 في مقر الإدارة أن التجربة ساهمت في زيادة كفاءة الطالب في استخدام برنامج جوجل إيرث لدراسة الأرض، علاوة على زيادة قدرة الطلاب على الانتفاع من التطبيقات العملية لتكنولوجيا تحديد المواقع، وجعل الطلاب أكثر معرفة بكيفية عمل نظام تحديد المواقع وتكنولوجيا الأقمار الصناعية، ورفع مهارات الطالب في رسم الخرائط، وإظهار الكفاءات في استخدام أدوات في الحاسب الآلي كمعالجة النصوص وقواعد البيانات وتصفح الإنترنت والبحث في الإنترنت وتقديم تطبيقات الرسومات، مبيناً أن البرنامج حقق نتائج إيجابية أخرى كرفع مستوى فهم الطلاب لطريقة الترميز المستخدمة في صناعة الخرائط، وتطوير المهارات في استخدام الخرائط الرقمية لتقديم المعلومات، وتطوير المهارات في استخدام مجموعة متنوعة من الأدوات مثل العثور على المواقع والحصول على الاتجاهات، وزيادة قدرة الطالب على توصيل الأفكار العلمية والأنشطة بشكل واضح. إلى ذلك استعرض المعلم محمد بن سلمان الشيخ علي خلال اللقاء، تجربة بعنوان "خطوة نحو الإبداع"، إثر توصله إلى إنتاج سبورة تفاعلية منخفضة التكاليف، مضيفاً أن السبورة الذكية أو التفاعلية تعد نقلة نوعية في مجال التعليم لما تقدمه من إمكانات كبيرة، لمستخدمها وتتيح له فرصة لتقديم الحصة الدراسية بفعالية وبأسلوب مشوق وأكثر متعة، ولكن قد تقف التكاليف المادية لسبورة التفاعلية أمام إدارة المدرسة في توفير مثل هذه السبورة في مصادر التعلم، فقد تصل قيمتها إلى ما يزيد عن 8000 ريال، إلا أنه توصل إلى سبورة تفاعلية بديلة تقوم بعمل 95% مما تقوم به السبورة التفاعلية مرتفعة التكلفة، وقيمة السبورة التفاعلية البديلة لا تتجاوز ال 250 ريالا، لافتاً إلى أن السبورة التفاعلية البديلة تعد ابتكاراً لطريقة جاذبة للطلاب، وتهدف إلى اختصار الوقت على المعلم، ومساعدته في إيجاد وسائل تعليمية متنوعة وبنمط مختلف. من جانبه علق بالغنيم عقب عرض التجربتين، بالإشارة إلى أن المبادرات الشخصية التي تنبع من داخل الفرد نفسه تنم عن استشعاره لمسؤوليته كمعلم، وتأكيد لدوره الفاعل في الميدان التربوي، مضيفا أن هذه المبادرات المتميزة والمخطط لها تجد تشجيعا من القيادات التربوية الناجحة في مدارسنا، وهي باب مفتوح لكل مبدع نحو التميز والإبداع في الميدان التربوي.