حول ملايين من المصريين مؤشر التلفزيون إلى محطتي "العربية" و"بي بي سي" الناطقة بالعربية لمتابعة تطورات الأحداث العاصفة والمتلاحقة التي تمر بها بلادهم منذ اندلاع ما أطلق عليه "ثورة الغضب" الجمعة الماضي. ويأتي ذلك بعد أن كان الرصد يتم من خلال قناة الجزيرة التي أغلقت السلطات المصرية مقرها في القاهرة إضافة إلى وقف بثها على "نايل سات". ولوحظ انقسام في الأوساط المصرية بشأن متابعة ورصد الأحداث لحظة بلحظة, ففي الوقت الذي فضل الرجال متابعة محطات مثل "بي بي سي" و"الحرة" و"فرنسا 24" و"العربية" وغيرها, فإن السيدات فضلن متابعة الفضائيات المصرية لمتابعة حالات الاستغاثة التي ترصدها القنوات من قبل الشعب للإبلاغ عن وقوع أحداث السلب والنهب في كافة مدن الجمهورية. وكان من اللافت تقبل غالبية المصريين لقرار إغلاق قناة الجزيرة, وأعرب البعض منهم عن ارتياحهم بشأن قرار الإغلاق رغم أنها كانت النافذة الكبرى أمام الجميع لمتابعة كل الأحداث بالصوت والصورة. وقال مواطنون مصريون ل"الوطن": "إن مسار الجزيرة في تغطية الأحداث دعا إلى التحريض والإثارة", وهو الأمر الذي نفاه مصدر مسؤول في القناة. فيما أشاد البعض بنهج قناة العربية التي كانت تحرص على إبراز الرأي والرأي الآخر, بل إن البعض أكد أنها تسير في نهج التهدئة. وذكرت قناة الجزيرة أن ستة من مراسلي الخدمة الإنجليزية بالقناة أطلق سراحهم في مصر بعد ساعات من اعتقالهم أمس. وأعلنت المحطة نبأ الافراج في نبأ عاجل على قناتها الصادرة باللغة العربية. وأضافت أن قوات الأمن صادرت كاميرا من مراسليها. ودعت وزارة الخارجية الأميركية في وقت سابق أمس إلى الإفراج عن مراسلي الجزيرة. من جهتها, فضل عدد من القنوات المصرية الخاصة مثل "المحور" و"دريم" و"الحياة" إعلان التوحد مع تلفزيون الدولة الرسمي من خلال البث المباشر للأحداث مع وضع شعار تلفزيون الدولة على شاشاتها خاصة في الفترة الصباحية قبل أن تنفصل تلك الفضائيات في الفترة المسائية لتقديم برامجها الخاصة بالأحداث. وتوقف عديد من محطات الأغاني والأفلام المصرية الخاصة عن البث, ولا تزال القنوات الرياضية تعرض حلقات مسجلة من برامجها وبث مباريات قديمة للمنتخب المصري وفريقي الأهلي والزمالك.