في منطقة جازان تنقطع الكهرباء من يوم إلى يومين إلى ثلاثة أيام إلى أسبوع, انقطاع متكرر أو شبه دائم وبالتحديد في كهرباء صامطة ومع كثرة البلاغات عن الانقطاع تلفونياً وحضورياً إلا أنه لم يقابل إلا بالإهمال واللامبالاة أو وضع مسكن لكل متصل بعبارة (نحن في طريقنا إليكم)، هناك كبار في السن وأطفال رضع ومرضى لا يحتملون الحر الشديد لم يضعوهم في الحسبان بل وتلك الأجهزة على الصعيد الآخر التي يصيبها العطل من جراء انقطاع التيار بين الحين والآخر وكأن شركة الكهرباء متعهدة لمحلات الأجهزة الكهربائية بنفاد كميتها في هذا الموسم، وتلك المواد الغذائية التي تتلف كل يوم وترمى ليحرموا كل أسرة فقيرة قوتهم بعد أن كان لهم ما يسد حاجتهم ليوم أو يومين مع ما نسمع عنه من ارتفاع الأسعار في كل شيء، والأمر من هذا وذاك تلك الأسر التي تقضي معظم أوقاتها تحت ظل الأشجار تحتمي من حرارة الشمس وقد بلغ منهم الجوع والعطش ما بلغ فترة الظهيرة يعيشون على أمل عودة التيار الكهربائي إلى غروب شمس ذلك اليوم وعند الأذان يروون حلوقهم الجافة بالماء الحار لكم أن تتخيلوا معي الموقف، مع العلم أن الفواتير الباهظة في الثمن يتم سدادها في الوقت المطلوب. فأحببت أن أضع بين أيديكم دليلاً يدعم صدق كلامي وأن أنقل لكم الحديث الذي دار بيني وبين موظف شركة الكهرباء بمدينة صامطة، عندما سألته كم هناك من الفرق المسؤولة عن مثل هذه الشكاوى والمسؤولة بدورها عن الصيانة؟ أجابني ثلاث فرق كل فرقة لها جهة معينة أيعقل هذا العدد مع مساحة إجمالية تقدر ب40,457 كلم لو قسمت على مكاتب الخدمة للكهرباء التي لا تتجاوز عشرة ومع المحافظات التابعة لها لوجدت أنها قسمة ضيزى، وبعد هذه الحسبة المطولة كان مني السؤال التالي، كم هناك من فرق مسؤولة عن فصل الخدمة عن الأشخاص الذين لم يسددوا ما عليهم من فواتير للشركة؟ فأجابني تسع فرق أو يزيد الآن وبعد كل ما سمعتموه ولمستموه من مقالي هل يستحق مني تلك المقدمة، مازالت المعاناة لأهالي المنطقة موجودة ومازالت الأسر تعيش في ضيمها إلى أجل غير مسمى صدقوني هم ليسوا بأحسن حال من هؤلاء الذين نزحوا من منازلهم فالمشكلة تتفاقم وعدم الاهتمام والتفاعل سواء من مدير الشركة مروراً بالمدير التنفيذي ووصولاً إلى الموظف الصغير يزيد العبء على عاتقهم فقد تناسوا حديث النبي (كلكم راعٍ وكلكم مسؤول عن رعيته).