أكدت الدول الضامنة لعملية أستانا وهي إيرانوروسيا وتركيا، ووفدا نظام بشار الأسد والفصائل المقاتلة، حضورها جولة جديدة من المباحثات التي تستضيفها العاصمة الكازاخية أستانا يومي 28 و29 نوفمبر الجاري حول الصراع بسورية، فيما قلل مراقبون من نتيجة المباحثات، في ظل الحديث عن صفقة روسية لإخراج إيران من سورية وتجديد الولاياتالمتحدة الأميركية مطالبها بضرورة خروج جميع القوى الأجنبية من الأراضي السورية. وكانت الخارجية الكازاخية قد أعلنت، أمس الأول، أن جميع الأطراف الذين تمت دعوتهم للجولة الجديدة من محادثات أستانا حول سورية، سيحضرون أعمالها، وأن الفصائل المقاتلة ستمثلها 13 شخصية، مضيفة أنه سيكون هناك أيضا تمثيل للأمم المتحدة. المطالب الأميركية قال المراقبون إن وجود القوات الإيرانية يشكل أرقا لروسيا، في ظل رؤية أميركية تشير إلى أن الحضور الإيراني في سورية لايصب في مصلحة أي طرف، وإن مهمة واشنطن تتمثل في إقناع الجميع، بمن فيهم الروس، بأن انسحاب العسكريين الإيرانيين يعد السبيل الأفضل لضمان السلام والاستقرار والأمن ليس في سورية فقط، بل والمنطقة كلها. وأشار المراقبون إلى الاقتراح الروسي الذي ورد على لسان رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو خلال جلسة مغلقة للجنة الخارجية والأمن التابعة للكنيست، والذي لفت فيه إلى أن إسرائيل والولاياتالمتحدة تلقتا اقتراحا من روسيا تمحور حول فكرة إخراج إيران من سورية وامتناعها عن التمركز العسكري فيها مقابل تخفيف العقوبات الأميركية على موسكو. كما نشر موقع «المركو الفرنسي للبحث الاستخباراتي»، تقريرا تحدث فيه عن الخلاف الذي استمر منذ أشهر بين روسياوإيران في سورية والذي بدأ يتخذ أهمية كبرى بشكل خاص في محافظة دير الزور وخلال الأشهر الأخيرة، تعددت مظاهر التوتر والاختلاف بين حليفي النظام السوري «روسياوإيران». تغييب طهران حسب المراقبين، فقد ظهرت الخلافات الروسية الإيرانية في الآونة الأخيرة إلى العلن، حيث لوحظ عدم دعوة طهران للاجتماعات التي تنظمها روسيا حول سورية، وأكبر دليل على ذلك الاجتماع الذي حضره كل من بوتين وإردوغان وماكرون والمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل في إسطنبول بتاريخ 17 أكتوبر الماضي. في موازة ذلك يقلق الكثير من المراقبين السياسيين من قدرة روسيا على الضغط على إيران بالخروج من سورية، في ظل الحديث عن اختراق طهران الجهاز السياسي والعسكري السوري، كذلك شراؤها العديد من العقارات في حلب وعلى الحدود اللبنانية لإنشاء ممر سري لنقل القوات من لبنان إلى سوريا والعكس. وذكر المراقبون أنه في ظل هذه الأوضاع فإن موسكو لا تستطيع كبح جماح طهران، حيث حاولت في وقت سابق أثناء تواجد الشرطة العسكرية السيطرة على تنامي النفوذ الإيراني، لكن فور مغادرتها ظلت حلب تحت سيطرة إيران أو الجهات السورية الموالية لطهران.