دعا الباحث في الشؤون البيئية، عضو المجلس البلدي بالأحساء حجي بن طاهر النجيدي إلى إنشاء مركز لحماية البيئة والحياة الفطرية في المحافظة، ووضع له تصورا أمام أعضاء مجلس بلدي المحافظة لدراسته وإقراره والشروع في تنفيذه، بهدف مواكبة التطورات العمرانية والمدنية في المحافظة من خلال رصد الملاحظات البيئية الجانبية، وتوسيع نطاق خدمات إدارة صحة البيئة بالأمانة. وأوضح النجيدي في تصريح إلى "الوطن" أمس أن المركز المقترح يشتمل على مختبر لمراقبة الجودة والتلوث الجرثومي وغير الجرثومي لمصادر المياه في الأحساء، ومختبر لقياس مستوى التلوث بالمعادن الثقيلة والغازات والإشعاعات المضرة في فضاء الأحساء وتربته، ومختبر لمتابعة التطورات والتحولات في التربة، وحجم تأثير التمدد العمراني على جرف التربة وتغير طبقاتها، وكذلك مركز تدريب لمنسوبي صحة البيئة والمهتمين من المتطوعين، ومركز وثائق للتحولات البيئية في الأحساء. وأكد وجود متحف للبيئة في المركز، يجسد البيئة الأحسائية الطبيعية الفطرية، ويحوي شكل التحول في الطقس وتأثير التلوث على هذا التحول، والتأكيد على أهمية البيئة الحيوية ودورها في الدورة الحيوية في حفظ البيئة المتوازنة. ويضم المتحف في جنباته شاشات تلفزيونية، ومجسمات محنطة للحيوانات والطيور والنباتات البرية، ومركزاً ترفيهياً وتعليمياً للأطفال، وقسماً تفاعلياً من الحاسبات الإلكترونية للتثقيف بالأضرار والمخاطر الناجمة عن اقتلاع الأشجار والزحف السكاني. وأضاف النجيدي أن الأحساء تعيش طفرة مدنية تتمثل في ازدياد الرقعة السكانية والعمرانية، مما ترتب عليه ازدياد مطرد في استهلاك الموارد الطبيعية للمحافظة من خلال الزحف السكاني على البراري المحيطة، وازدياد استخدام الأدوات المدنية كالسيارات وأجهزة التبريد، وتضاعف النفايات، والطلب المتزايد على موارد المياه. وأشار إلى أن الطفرة المدنية التي تعيشها المحافظة تنذر بحدوث كارثة بيئية، قد تتطلب رصد ميزانيات باهظة وإجراءات طويلة ومكلفة لمعالجة الأعراض التي يأتي بها التلوث البيئي- على حد قوله - إضافة إلى ما يصاحب هذا التلوث من انحسار في المشاريع الاستثمارية وتدن في الإقبال على المنطقة، وقد ينتهي إلى الهجرة إلى مناطق أكثر صحة وسلامة.