مازالت لوحة الجوكوندا أو الموناليزا التي رسمها ليوناردو دافينتشي في القرن الخامس عشر الميلادي تثير شغف وفضول الباحثين والكتاب والفنانين لتفكيك رموزها والغموض الذي يكتنفها. فأول من أمس أصدرت الباحثة الإيطالية في تاريخ فن عصر النهضة كارلا جلوري دراسة جديدة أكدت فيها أن المنظر الطبيعي الذي يظهر خلف الموناليزا يعكس بلدة تريبيا دي بوبيو (جهة توسكانا بوسط إيطاليا) والقنطرة التي تظهر فيها ما هي إلا قنطرة "بونتي ديل ديافولو" (قنطرة الشيطان) المعروفة بالبلدة المذكورة. وقالت الباحثة الإيطالية: إن هذا الاكتشاف يعني أن المرأة التي تظهر في بورتري الجوكوندا هي بيانكا جوفانا سفورتسو ابنة لوديفيكو مورو وهو أحد أعيان بلدة تريبيا دي بوبيو التي رسمت قنطرتها وهضبتها في اللوحة الشهيرة حسب رأي الباحثة نفسها. وأضافت "الآن أصبح واضحا أن المرأة المرسومة بلوحة ليوناردو دافينتشي ليست ليزا جيرارديني زوجة التاجر التوسكاني فرانتشيسكو جوكوندو التي سميت اللوحة على اسمها". دراسة وكلمات الباحثة كارلا جلوري وجدت انتقادات ومعارضة من طرف الباحثين والمختصين في التاريخ الفني لليوناردو وعلى رأسهم الباحث الأميركي بجامعة أوكسفورد مارتين كامب الذي أكد أن دراسة كارلا تنقصها الدلائل الدامغة لتبقى مجرد فرضية. أما الصحفي الإيطالي ماسيمو بوليدورو المختص في تاريخ دافينتشي فقد نصح الباحثة الإيطالية بالعودة إلى التاريخ وإلى التفاصيل الدقيقة لحياة ليوناردو بعد تأكيده أن لوحة جوكوندا وحسب ما ذكرته الباحثة يجب أن تكون قد رسمت قبل تاريخ 1472 (التاريخ الذي تهدمت فيه قنطرة الشيطان قبل إعادة بنائها بعد قرن من الزمان). وقال "قبل سنة 1472 كان ليوناردو شابا صغيرا ويتلقى التعليم بإحدى ورشات الفيروكيو, وهذا يعني أن المنظر خلف الموناليزا (السيدة ليزا) لا علاقة له ببلدة بوبيو وأن المرأة صاحبة البورتريه المرجحة هي ليزا جيرارديني زوجة فرانتشيسكو جكوندو".