حذر كاتبان من السودان ولبنان مما يعتبرانه "اختراقا استعماريا خطيرا" لدول حوض النيل بهدف التأثير على دولة المصب (مصر). وقال اللبناني أسعد الحمراني إن النيل وهو أطول أنهار العالم ويزيد طوله على 6600 كيلومتر في تسع دول كان محل اهتمام الاستعمار الأوروبي القديم وانتقل هذا الاهتمام حاليا إلى تطلع "استعماري صهيوأمريكي" في إشارة إلى إسرائيل والولايات المتحدة الأميركية. وأضاف مساء أول من أمس في (مهرجان طيبة الثقافي الدولي الثالث) الذي تستضيفه مدينة الأقصر (جنوب مصر) أن الاهتمام الإسرائيلي بدول حوض النيل بدأ مبكرا بالتركيز على إثيوبيا "مصدر 85% من مياه النيل وقد عقد العدو الإسرائيلي اتفاقيات عديدة مع إثيوبيا منها إقامة 40 سداً على نهر النيل"، في ظل ما يصفه بالتعاون بين البلدين منذ عام 1955 في مجالات الري والزراعة والطب البيطري. وقال الحمراني وهو الأمين العام للشؤون الخارجية في اتحاد الكتاب اللبنانيين في ورقة عنوانها (النيل.. التحديات والواجبات) إن "الاختراق الصهيوني لدول حوض النيل يزيد من محاصرة مصر وإضعاف دورها الإقليمي". أما الأمين العام للاتحاد العام للأدباء والكتاب السودانيين الفاتح حمدتو فشدد على دور الاستعمار في طمس حضارات شعوب حوض النيل وثقافاته "المتداخلة والمتكاملة على طول مجرى النيل" منذ استولت بريطانيا في القرن التاسع عشر على مصر والسودان وأوغندا وكينيا وسيطرت ألمانيا على تنزانيا ورواندا وبوروندي وسيطرت بلجيكا على "الكونجو بشقيه" كما قامت إيطاليا باحتلال إثيوبيا. وكان المهرجان الذي عقد تحت عنوان (النيل في ثقافات الشعوب الأفريقية.. رؤية واستشراف) وانتهى مساء أمس شارك فيه ممثلون لبعض اتحادات الكتاب العربية وكتاب من دول أفريقية منها الكاميرون وإريتريا وأوغندا والسودان وغينيا وأنجولا وأوغندا بهدف بحث المشترك الثقافي بين شعوب وادي النيل.