شكل فرع الجمعية الوطنية لحقوق الإنسان في مكةالمكرمة فريقا من المحامين للدفاع عن فتاة سعودية (22 عاما) من أم أجنبية، ويتيمة الأب، بعد تعرضها للعنف الأسري. وأفاد المشرف العام على فرع الجمعية الدكتور حسين الشريف أن الفتاة لجأت للجمعية، وقدمت شكواها برقم 32/ج د/ 8406 ضد وليها "عمها" مدعية في الشكوى أنه حاول الاعتداء عليها بطريقة مشبوهة، ولما رفضت قام بتزويجها من ابنه دون علمها، وطالبت الفتاة حمايتها من بطش عمها, كما وصفته في الشكوى. وأضاف الشريف في تصريحات إلى "الوطن" أن الجمعية ستقابل عم الفتاة وستحاول الحصول على الأوراق الثبوتية للفتاة وديا, قبل اللجوء إلى القضاء. وقال "سنتقدم مبدئيا بشكوى رسمية لشرطة جدة لإثبات العنف الجسدي والنفسي الواقع على الفتاة العشرينية, ومن ثم سنتابع قضيتها". وقالت الفتاة (رانية. ع) ل"الوطن" إن والدها السعودي توفي قبل ولادتها بستة أشهر، وأنها قدمت للمملكة لأول مرة قبل أربع سنوات برفقه جدها لأداء الحج، وأسرع عمها بأخذها للعيش معه في بيته الكائن في إحدى ضواحي مدينة جدة، وبعد أسبوع واحد أقنعها باستخراج بطاقة أحوال، وتزويده بوكالة شرعية ليستولي على بقية حقوق والدها المتوفى، مضيفة أن عمها حرمها من رؤية أي فرد من عائلتها، ومنعها من الاتصال بوالدتها التي تعيش خارج المملكة. وأضافت الشاكية "أنها هربت من منزل العم بعد أن أذاقها ألوانا من العذاب والحرمان"، واتهمت الفتاة عمها باستخدام حيلة غريبة للحصول على الضمان المخصص لها وحصل بعد ذلك على بطاقة الصراف، واحتفظ برقمها السري، مضيفة أنها لم تكن تعلم بنظام الضمان في المملكة. وتضيف "رانية" أن رحلة العذاب بدأت مع عمها الذي استغلها في رعي الغنم في المزارع القريبة من منزله، وأمرها بتنظيف الشارع، وجمع الحطب، وألبسها ملابس الرجال، وقام بإجبارها على تصنيع صناديق للأغنام، وعمل الأسمنت، وتركيب السيراميك في ساحة منزله الذي تتجاوز مساحته 2000 متر، واستخدمها أيضا في حفر بيارة داخله. وتابعت "أنها عندما كانت تشعر بالتعب، وتشتكي من الإرهاق، كان عمها يقوم بضربها بسوط قديم، ويجبرها على تناول حبوب منشطة، وإذا رفضت يقوم بتكبيلها بالسلاسل، ويمنعها من دخول دورة المياه، ويتلفظ عليها بألفاظ جارحة، وأنه قام في بعض المرات بمحاولة خنقها، وأنه حاول أن يعتدي على شرفها". وقالت الشاكية "قام عمي باصطحابنا إلى مدينة الطائف قبل عام، واشترى مجموعة من الدبابات، واستغلني في الترويج لعمله، وركوب أحد الدبابات لتشجيع البنات على تأجير الدبابات منه، إلى أن قبضت علينا الشرطة، وقام ابنه بكفالتنا، وعاد بي مرة أخرى إلى منزله". وتضيف رانية أنها حاولت الهرب من منزله، واللجوء إلى الشرطة، فأسرع وأعادها إلى بيته، وعزلها فوق سطح المنزل في نهار رمضان بمكان لا توجد فيه دورة مياه، ولا ماء، ومكثت فيه يومين، وكادت أن تموت، وأنقذتها ابنة عمها التي تعيش مع والدتها المطلقة بمدينة جدة، والتي حضرت من جدة لزيارتها. تقول الفتاة: "عندما علمت ابنة عمي بوضعي، أسرعت وأخبرت أشقاءها الذين حضروا، وهددوا عمي بإبلاغ الشرطة، فاحتال عمي على أبنائه، وأحضر مملكا إلى منزله، وأجبر ابنه على الزواج مني"، وأشارت إلى أن عمها أخفى بطاقتي الأحوال والضمان، وطردها مع ابنه إلى الشارع، وأنها مكثت هي وزوجها في بيت ابن عمها الأكبر 3 أشهر، ثم طلب زوجها العاطل منها أن تكلم والده لتحصل منه على بطاقة الضمان كي تستطيع العيش معهم، إلا أنه رفض، فقام الزوج بتطليقها، ورميها للشارع. تقول الفتاة: "تواصلت مع خالتي "م" السعودية المقيمة في جدة التي انقطع الاتصال بها منذ وصولي للمملكة، ورويت لها ما حدث معي بعد أربع سنوات من العذاب، فاصطحبتني إلى جمعية حقوق الإنسان، وهناك قدمت شكوى أطالب فيها بجميع أوراقي ومستحقاتي ومبلغ الدية الذي تسلمه عمي قبل 22 عاما بعد وفاة والدي في حادث سير، حين وكلته أمي لصرف الدية، وكانت حاملا بي في شهرها الثالث، وطالبت في الشكوى أيضا إثبات طلاقي من ابن عمي، حيث تبين لي عدم إثبات الزواج في الأحوال، وأنني مسجلة حتى الآن تحت بند "غير متزوجة"، كما طالبت برفع الولاية عن عمي، وعدم تعرضه هو أو أي من أبنائه لي، وتحميله كافة مصاريف علاجي من الأضرار التي لحقت بي نفسيا ومعنويا، إضافة الى تحمله مصاريف السفر والعودة إلى أمي".