شهد لقاء السعودية واليابان أمس في ختام المرحلة التمهيدية لنهائيات كأس أمم آسيا حضوراً جماهيرياً متواضعاً، وكان السعوديون هم الغائبون مقارنة بحضورهم في مباراتي سورية والأردن, وكأن المواجهة حصة تدريبية، فرابطة المشجعين غابات بأكملها, والطرقات خلت من الجماهير السعودية, كما أن شح الحضور لم يقتصر على المشجعين الرجال بل خلا من النساء بعد أن سجلن حضورا جيداً في لقاء سورية، وكثيفاً في لقاء الأردن بعد أن وجدت العائلات السعودية متنفساً جديداً لها في عالم كرة القدم، حيث ساهمت التنظيمات القطرية في جذب الأسر السعودية لمتابعة اللقاءات، بتخصيص أماكن فرجة خاصة للنساء والعائلات بعيداً عن مدرجات الشباب وسط متابعة أمنية دقيقة. ورسمت العائلات السعودية صورة جميلة للظهور المحتشم والمتحمس الذي لفت أنظار وسائل الإعلام الغربية المواكبة للبطولة، حيث يقول المراسل الألماني لصحيفة "فوي لانس" "دائماً ألحظ حضور النساء في مدرجات الملاعب, ودهشت حينما رأيت نساء يحضرن بكثافة إلى ملاعب كرة القدم في إيران، وها أنذا أحضر هنا في قطر حيث تابعت حضور نساء سعوديات مع أطفالهن ومرافقيهن من الرجال وكان حضورهن أمس أبرز، شيء حسن أن نرى مثل هذا الحضور، فحب الكرة يتقاسمه الجميع". ويطابقه في الرأي زميلة راليف مراسل مجلة "فيس بول" الدولية, لكنه يضيف "النساء في الخليج لديكم يظهرن بكثافة, فالحضور النسائي لمدرجات كرة القدم يختلف عن بطولة 2004, وذات العام مختلف عن 2007, وقبلها كنت مشاركاً في تغطية نهائيات كأس آسيا في الإمارات 1996، وشاهدت قليلاً من النساء العربيات اللواتي يحضرن مباريات البطولة، وفي البطولة الحالية 2011 شاهدتهن بكثرة سواء كن سعوديات أو غير سعوديات". ولفتت السعوديات اللواتي كن حاضرات الأنظار بنقبهن، حيث أبدى الزميل رجائي فتحي الصحفي في صحيفة "الراية" القطرية دهشة لحضورهن، وقال "فوجئت بهذا الحضور المكثف، وهذا شيء جيد, الحال ينطبق كذلك على إعلاميات سعوديات يشاركن في تغطية النهائيات الحالية". وأضاف "هذا عمل ممتاز كون المرأة شريكا للرجل في العمل وفي شتى مناحي الحياة لا سيما أن كرتكم ودوريكم يجذب كل الفئات". وكانت المدرجات التي خلف مرميي الملعب قد خصصت للعوائل، وشمل هذا التخصيص وضع ممرات خاصة للأسر الراغبة في حضور المواجهة، وتخصيص عربات نقل صغيرة لنقلهن إلى مواقف السيارات.