لا تستغرب أخي القارئ لأن ما تقوم به مصلحة المياه والصرف الصحي بعسير منذ ما يزيد على خمس عشرة سنة هو تدمير متعمد مع سبق الإصرار والترصد, حيث إنها قامت بتصريف مياه الصرف الصحي بإحدى أجمل المناطق التي كانت تعد وجهة سياحية لكل من يرتاد منطقة عسير، ولا يخفى على الجميع ماذا تعني مياه الصرف الصحي التي تحمل في موجاتها آلاف بل ملايين الفيروسات والجراثيم التي ما فتأت تفتك بالإنسان أولا, وبالحيوان والنبات ثانيا, بالإضافة إلى ما سببته وتسببه تلك المياه الآسنة من روائح كريهة تزعج كل من تتدفق بجواره, ولعل مما يندى له الجبين أنه تم تنفيذ مشروع تصريف بملايين الريالات يهدف إلى تحويل مياه الصرف في أنابيب تمتد من محطة جمع مياه الصرف وتمتد على طول وادي أبها حتى تصب في محطة جمع وتنقية تلك المياه, وكم استبشر الناس بهذا المشروع وبعد جهد جهيد تم إنهاء المشروع وتم تحويل مياه الصرف المتدفقة من مدينة أبها في هذه الأنابيب, ولكن مع ذلك ما زالت هناك مياه صرف تتدفق في الوادي ومازالت تلوث القرى والمزارع التي تمر عليها, في حالة من التجاهل من قبل المسؤولين تجاه هذا العمل الذي كان الأولى أن يولوه جل اهتمامهم.