كشفت مشرفة المدارس الأهلية والأجنبية بتعليم جدة مها باوزير في تصريح خاص إلى "الوطن" عن السماح بقبول الطالبات والطلاب السعوديين في 15 مدرسة أجنبية بجدة، وفق تعميم أصدرته وزارة التربية والتعليم. وأكدت أن التعميم حدد المدارس الأجنبية التي يمكن إلحاق الطالبات والطلاب السعوديين بها دون غيرها، مشترطا على المدارس تدريس الطلاب والطالبات مواد التربية الإسلامية، وتاريخ المملكة، وأن تكون هذه المدارس ضمن الفئة التصنيفية الأولى. وقالت باوزير إن المدارس الأجنبية في السعودية تتقن غرس مبادئ المسؤولية الاجتماعية في نفوس الطلاب والطالبات، باعتبار أن المسؤولية الاجتماعية أهم المناهج الأساسية في المدارس والجامعات الأجنبية. وشددت على أن المدارس الأجنبية تعاني ندرة الكوادر السعودية المؤهلة، وذات التخصصات التي تؤهل للتدريس في تلك المدارس، مبررة ذلك بضعف مخرجات الجامعات والكليات، فيما يتعلق بإمكانات المعلمات للالتحاق بالتدريس في المدارس الأجنبية، واعتماد هذه المدارس في تدريس كافة مناهجها الدراسية على اللغة الإنجليزية. من جانبها، كشفت إحدى معلمات المدارس الأجنبية بجدة غادة رزق عن أن ما يتم تطبيقه داخل المدارس الأجنبية من غرس للثقافات الأخرى، يجعل الكثير من الطلاب والطالبات متقنين لمسؤولياتهم الحياتية والاجتماعية تجاه الآخرين. وتذمرت رزق من اعتماد معظم المدارس الأجنبية على معلمات غير سعوديات، تستقدم معظمهن من خارج البلاد، ومن دول أوروبية، وسط تكدس أعداد كبيرة من المعلمات السعوديات الباحثات عن عمل، محملة مسؤولية ذلك للجهات التعليمية التي لم تقم بدورها في تأهيل المعلمات السعوديات للعمل في مثل هذه المدارس، سواء كان لغويا، أو تربويا، أو فكريا، أسوة بالكليات الأهلية الحالية التي أتقنت تخريج وإعداد مثل هؤلاء المعلمات. وأكدت خريجة جامعة عفت والمعلمة بمدرسة أجنبية بجدة جنان يوسف أن اعتماد المدارس الأجنبية على الكوادر غير السعودية في تدريس الطالبات والطلاب السعوديين، ورغم ما له من فوائد علمية، إلا أنه قد يسهم في نقل ثقافات سلبية، وخصوصا بعد انتشار عدة تقليعات بين طالبات المدارس الأجنبية، بينها الشكل الخارجي للطالبة، وقصات الشعر الغربية، وتقليعات الشفاه المستوحاة من ثقافات غربية. وبررت ذلك بعدم التحاق المعلمات السعوديات بالعمل في المدارس الأجنبية، لضعف تأهيلهن في الجامعة والكلية، وأن بعض الجامعات الأهلية تمكنت حاليا من تخريج معلمات لديهن القدرة على العمل بالمدارس الأجنبية، حيث تتقن خريجاتها التدريس باللغة الإنجليزية لكافة المناهج، لاعتماد هذه الكليات والجامعات على تدريس طالباتها كافة المناهج الدراسية باللغة الإنجليزية.