نحن شريحة من الشعب السعودي، سائقو الأجرة السعوديون، وغالبيتنا من المتقاعدين المتدنية رواتبهم التقاعدية، وبعضنا ممن لا وظائف لهم لأسباب أخرى، وقد خصص ولاة الأمر لهذا البلد يحفظهم الله لنا امتلاك سيارات التاكسي لتكون موردا يساعدنا لنقتات منه نحن وأبناؤنا لكن هذا المورد هو الآن شبه منقطع بعد أن تحولت ظاهرة سيارات الخصوصي من سعوديين، ومن أجانب إلى أعمال منظمة تقريبا تقوم بكل ما يقوم به التاكسي خارج وداخل المدن، وهي ظاهرة كانت فردية في السابق أما اليوم فقد أصبحت ظاهرة مستديمة، ومنظمة ويستخدم فيها أحدث طرازات السيارات، وأكبرها من ناحية الاستيعاب العددي للركاب حتى قضت تقريبا على كل موارد التاكسي ودفعت بالأجور إلى الحضيض وبإمكان أي مسؤول أن يتأكد من ذلك فقط بزيارته للبطحاء بالعاصمة الرياض ليجد عدة مواقع تجاوزت الخمسة مواقع كلها من سيارات الخصوصي التي تنقل الطلبات، والركاب داخل، وخارج مدينة الرياض، وعلى مدار أربع وعشرين ساعة، وعلى مرأى من رجال المرور الذين لا يحركون ساكنا، ونحن نستنجد بالجميع بعد أن شاركونا في مورد رزقنا حتى أصبح اليوم شبه منعدم، وذلك من قبل فئة تحسن به مصادر دخلها، علما بأن منا فئة حصلوا على سياراتهم بالأقساط من بنك التسليف وأصبحوا اليوم شبه عاجزين عن سداد الأقساط، أو تسديدها من مواردهم القليلة الأخرى.