"أنا راضية بوجود وجدان في حياتي".. هكذا قالتها والدة الطالبة في مجمع الأمير سلطان لتأهيل المعاقين في المنطقة الشرقية وجدان العلي في حديثها مع "الوطن" أثناء مشاركتها ضمن الملتقى الثالث للأمهات المتعاونات في جمعية المعاقين بالمنطقة الشرقية أول من أمس. الأم تحدثت عن تجربتها مع ابنتها وجدان ذات الست سنوات التي تعاني من الإعاقة الحركية في جسدها الصغير، مشيرة إلى أن ابنتها سليمة من الناحية العقلية، حيث أجرت اختبار قياس الذكاء IQ مرتين لابنتها، مرة وهي في سن الثانية من عمرها في الصين مع أخصائيين عملوا على أن تمارس وجدان استخدام بعض الآلات وقراءة نظرات العين وانتهت إلى أن تحصل وجدان على درجة 85 وما فوق، وهو معدل أفضل من المستوى الطبيعي لأي طفل من ذوي الاحتياجات الخاصة، والمرة الثانية التي خضعت فيها وجدان لاختبار قياس الذكاء كانت في الرياض، وذلك قبل شهرين حينما أخذتها إلى أخصائية التخاطب والأعصاب التي لم تكن تصدق أن وجدان لديها المقدرة على القراءة والكتابة إلى أن قامت باختبارها بنفسها، وهو ما جعل الأخصائية تطالبني بصفتي والدة وجدان بضرورة إشراكها في المدارس العامة لكونها تتمتع بالمواهب الطبيعية لدى أي طفل. والدة وجدان ذكرت أنها لم تتأثر من الكلام السلبي الذي يقال حول حالة ابنتها من قبل الأطباء الذين تتلقى العلاج على أيديهم، بل ترى أنه يجب على كل أمهات الأبناء أو البنات من ذوي الاحتياجات الخاصة أن يؤمنوا بأن لدى أبنائهم مهارات وقوة كامنة يجب أن تظهر وتتطور مع السنوات. موضحة أنها هي قد لمست ذلك بنفسها مع ابنتها وجدان من خلال إدراكها لشدة ما تكنه ابنتها من حب أو كما أسمته والدتها "جنونها" في القراءة والكتابة. يذكر أن وحدة التأهيل ضمن المجتمع في جمعية المعاقين بالمنطقة الشرقية قد نظمت وليوم واحد الملتقى الثالث للأمهات المتعاونات، حيث بلغ عدد الحاضرات فيه 150 من الأمهات ومسؤولات من إدارة الإشراف الاجتماعي وإدارة الإشراف بالتربية والتعليم ومديرات المراكز الخاصة، حيث ذكرت المشرفة العامة على الملتقى هيلدا إسماعيل أن الهدف من الملتقى هو من أجل المساهمة في تنمية تفاعل وتواصل الأمهات مع بعضهن ومع الأخصائيين والمعنيين بشؤون أطفالهن من ذوي الاحتياجات الخاصة. معتبرة أن مثل هذه اللقاءات تقود في المحصلة إلى تضافر الجهود واكتمال الحلقات المشتركة للتربية والتأهيل الخاصة بهذه الفئة من الفتيات والفتيان، والذين يحتاجون الرعاية وتضافر الجهود لاكتشاف مواهبهم وتنميتها ومساعدتهم على الارتقاء بشؤونهم الخاصة. وقامت على هامش الملتقى المشرفة الفنية لوحدة التأهيل ضمن المجتمع أمل الغنيم بتكريم الأمهات المثاليات من وحدتي التأهيل ضمن المجتمع والتأهيل المهني، وفي نهاية التجمّع جسدّت مدربات أسرة قسم الإرشاد الأسري واقع حياة الأمهات بعمل مسرحية بعنوان "من همل فقد"، والتي هدفت إلى الاهتمام بالطفل المعاق في الأسرة واطلاع الأمهات على عواقب الإهمال والتقصير في الواجبات تجاه الأطفال من ذوي الاحتياجات الخاصة.